الرئيسية اقلام حرة التعليم عن بعد .. ؟

التعليم عن بعد .. ؟

25 سبتمبر 2020 - 14:32
مشاركة

كما هو معلوم جرى الدخول المدرسي لهذا العام وسط أجواء من التخوف والحذر ، فارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كوفيد 19 في تزايد مستمر مند واقعة ” الهروب الكبير ” يومين قبل عيد الأضحى ، حيت ظلت الحالات المؤكدة تتجاوز 1000 إصابة بل تضاعف الرقم احيانا الى ما فوق 2000 حالة مؤكدة.

وبالرغم من أن الأغلبية المطلقة من أولياء الأمور إختارت التعليم الحضوري ،فإن هناك أنباء تتحدت عن إحتمال اعتماد التعليم عن بعد ، ليس فقط في بعض المناطق التي تشهد حاليا إرتفاعا ملحوظا في أعداد المصابين بمرض كورونا ،ولكن في كل أرجاء البلاد ادا ما استمر عدد المصابين في الإرتفاع .

ربما ، لم يسبق لبلادنا ان عرفت في يوم من الأيام دخولا مدرسيا عن بعد ، لكن من المؤكد ان لا أحدا من المعنيين بالعملية التعليمية كان يرغب في هذا النوع من الدخول المدرسي ، نظرا لما للدخول المدرسي الفعلي من تاتير إجابي على نفسية التلاميذ و المدرسين على حد سواء .

طبعا ، قد لا تأتي الرياح دائما بما تشتهي السفن ، فنحن جميعا آباء و مربيين نعيش في زمن كورونا و ربما علينا أن نتعايش معها لشهور أخرى إن لم نقل أعواما لا قدر الله.

بالطبع ليس مستغربا أن يختار 80% من المغاربة التعليم عن بعد ، خاصة وأنه كانت هناك مشاكل في تنزيل هذا النمط من التعليم بالنظر إلى الاكراهات الحقيقية التي واجهت العديد من الأسر المغربية عانت بسبب الافتقار إلى التكوين في المجال الرقمي أو لضعف تغطية شبكات الاتصالات في مناطق مختلفة من البلاد.

كما أن ضعف القدرة الشرائية لدى الطبقات الهشة من المجتمع جعلتهم يفضلون أداء واجبات تسجيل ابنائهم وشراء لوازم الدراسة من أدوات و مقررات على أن يتحملوا تكاليف الدراسة عبر الإنترنت للتواصل مع المدرسين بتقنية الواتساب والتي قد تصل إلى 200 درهم في الشهر .

وما من شك أن وزارة التربية والتعليم قد أخبرت عبر الإعلام الرسمي بانها إتخدت كافة الإجراءات الاحترازية وخاصة المتعلقة بقواعد السلامة الصحية ، وبأنها لن تتسامح مع أية تجاوزات من شأنها الإضرار بصحة التلاميذ .. وإنها لن تسمح لتلاميذ مستوى الرابع فمافوق بولوج أبواب المدارس بدون وضع الكمامات الواقية.

لكن قد لا يصدق الراديو أحيانا ، فقد كشفت منصات التواصل الإجتماعي عن صور تظهر بعض التلاميذ وهم مكدسون داخل الطاولات و أخرى لأطفال بدون كمامات ..

ربما تكون تلك استتناءات لا ينبغي القياس عليها ، طالما أن الغالبية العظمى من التلاميذ حافظت على مسافات التباعد الجسدي والتزمت بضوابط السلامة الصحية.

ورغم دلك مازالت الدراسة الحضورية لم تأخد مجراها الصحيح بالنظر إلى عدد المدارس الشبه مغلقة بسبب الجائحة.

قد يكون الناس سئموا من أنماط وسلوكات فرضت عليهم بسبب الجائحة ولم يجدوا عنها حولا ، اللهم ان يتعايشوا معها ، إلا أن اطفالنا لم يصلوا بعد إلى مستوى الوعي الجماعي الدي ينبغي أن يتحلوا به وهم أمام المدارس أو في ساحات الإستراحة ؟

دلك أن اكترهم لم يأخذ الأمر على محمل الجد ، ودلك شيئ طبيعي بحكم انهم لازالوا أطفالا لا يقدرون الوضع الحالي الذي تمر به بلادنا ..

فلا عجب أن تجد من بينهم اشخصا يرفضون وضع الكمامات بالشكل الصحيح ، أو أن البعض منهم يتجاهل كل شيئ فتراه يصافح هذا و يعانق الآخر في استهتار صريح بقواعد السلامة الصحية ؟

وهنا لا بد أن نؤكد على أهمية تكثيف عمليات التعقيم المستمر مرفوقة بحملات التوعية و التحسيس داخل المؤسسات التعليمية .

للأسف الشديد نحن أمام تحدي كبير يتمتل في دفع مؤسسات المجتمع لاستعادة دورها في التربية وخاصة الأسرة التي يبدو وكأنها نفضت يدها من المسؤولية وتركت الحابل على النابل .

ولعل أشد ما يؤسف له أيضا هو أننا على أبواب فصل الخريف بنا يحمله من نزلات برد لا توقف كبيرا ولا ترحم صغيرا وهو ما يعني أننا قد نعرف تزايدا غير مسبوقا في عدد الإصابات والحالات الحرجة.

والمشكلة الكبرى اننا ايضا لازلنا في بداية الطريق بالنسبة لهده الجائحة والتي تنذر بانهيار المنظومة الصحية في حال استمرار مظاهر التراخي واللامبالاة.

طبعا سنعيد التأكيد على دور المجتمع المدني للخروج من دوامة الأزمة الصحية الحالية وضرورة تظافر مجهودات الجميع للحيلولة دون اتساع رقعة انتشار فيروس كورونا .

أما عن مسألة التعليم فان القوى الحية في بلادنا ومند عدة سنوات ، ما فتئت تدق ناقوس الخطر لتنبهنا بأننا قد ابتعدنا عن التعليم بابعاده التربوية والتعلمية نظرا لكترة الخطط والاستراتيجيات التي ما يكاد يبدأالعمل ببعضها حتى يتوقف ، ليستانف العمل ، لكن باستراتيجية جديدة لا علاقة لها بالأولى .. والسبب دائما هو تغيير يقع فجأة على رأس الوزارة الوصية …؟ ؟

بقلم : عبدالحق الفكاك