الرئيسية وطنية الأقاليم الجنوبية للمملكة تتحرك لنجدة الأقاليم المتضررة من زلزال الحوز تجسيدا لثقافة روح المسيرة الخضراء وفلسفتها والتي مفادها جسد واحد.. وطن واحد

الأقاليم الجنوبية للمملكة تتحرك لنجدة الأقاليم المتضررة من زلزال الحوز تجسيدا لثقافة روح المسيرة الخضراء وفلسفتها والتي مفادها جسد واحد.. وطن واحد

15 سبتمبر 2023 - 0:17
مشاركة

محمد وردي من سطات // الوطن العربي 

وكان لانطلاق القافلة التضامنية من ساحة المشور بمدينة العيون كبرى حواضر الصحراء المغربية صوب الأقاليم المنكوبة صدى عميقا في قلوب المغاربة و عنوانا صريحا ووضاء في قيمة التضامن التي هي قيمة متأصِّلة في أخلاقيات و ثقافات المجتمع المغربي و مقتسمة بين مختلف مكوناته سواء من كان لديه ماينفق و ذلك الذي لايملك ، حيث تعبأت مايفوق 100 شاحنة وسيارة بمختلف الاحجام محمَّلة بالمواد الغذائية والافرشة والاغطية وغيرها من الاساسيات لمواجهة هذه المحنة ، والتي انطلقت بقراءة الفاتحة ترحُّما على أرواح ضحايا الزلزال ،حيث اشتدت الرحال وفي ركابها تضامن وتآزر تمثل جهة العيون الساقية الحمراء باقاليمها الأربعة العيون ، سمارة، بوجدور وطرفاية .

هو حقا شعب متضامن تقوده قيادة حكيمة تقدم القدوة والمثال من أمير المؤمنين صاحب الجلالة والمهابة الملك محمد السادس نصره الله : رمز الامة وفخر الوطن وعزة شعبه بشعار مقدس دائم: الله- الوطن- الملك .

فقبل سنوات ابهر المغرب العالم ، حيث اشتد المغاربة الرحال من مختلف مناطق المملكة في مسيرة خالدة صوب اقاليمنا الجنوبية لتحريرها من براثن الاستعمار ، وها نحن اليوم نشاهد كيف استعدت هذه الساكنة لرد الاعتبار بكل تفان وسخاء ووطنية صادقة لتقديم المساعدات للمتضررين من زلزال الحوز المدمر والتخفيف من معاناتهم والوقوف بجانبهم في هذه الظروف الصعبة، حيث تقاطرت القوافل والشاحنات والمتطوعون لتقدم درسا في استرخاص الغالي والنفيس من أجل الوطن، تحضر فيها روح مسيرة الخضراء وفلسفتها لتتجسد عبر البذل والعطاء وتوجه من خلالها رسالة من مختلف مكونات الجهة مفادها جسد واحد.. وطن واحد .

بالأمس هبّ المغاربة قاطبة لاسترجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة ، واليوم تتحرك ساكنة هذه الأقاليم مادَّة يدها لضحايا الزلزال، وهكذا تمتد المسيرة بين جنوب المملكة وشمالها.. شرقِها وغربِها موحدة بين اواصر كل الربوع.
فكل أطياف المجتمع تلتقي و تلتئم في لحظة تكافلِِ معهود ومتأصِّل في ثقافة كل مغربي وهويته بل هو تكافل وتضامن بنبض واحد وروح وطنية تغذي الهمم، حيث تلتقي قلوب كل المغاربة للتصدي والصمود لكل الاختبارات والتحديات الطارئة.