الرئيسية وطنية مؤسسة جدور لمغاربة العالم تنظم أمسية الوفاء والعرفان لفائدة المشاركين في المسيرة الخضراء بحضور أساتذة ومثقفون

مؤسسة جدور لمغاربة العالم تنظم أمسية الوفاء والعرفان لفائدة المشاركين في المسيرة الخضراء بحضور أساتذة ومثقفون

7 نوفمبر 2023 - 10:34
مشاركة

محمد وردي من سطات// الوطن العربي 

احتضنت قاعة الندوات بفضاء” كرين بارك” السياحي والترفيهي بعاصمة الشاوية اليوم الاثنين ندوة فكرية تحت شعار : ” المسيرة الخضراء معجزة ملك و شعب “ لاستحضار الامجاد التي طبعت هذا الحدث التاريخي بالمغرب من خلال مسيرة خضراء مظفرة تتواصل بمسيرة تنموية تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله. وكانت حقا التفاتة طيبة من مؤسسة جذور لمغاربة العالم ترسيخا لثقافة الاعتراف والتضامن والعمل المشترك المسؤول .واعرب عزيز وهبي رئيس مؤسسة جذور لمغاربة العالم عن فخره واعتزازه بهذا اليوم العظيم الذي يخلد فيه الشعب المغربي قاطبة الذكرى ال 48 للمسيرة الخضراء المظفرة، مُرَحِّبا بالضيوف والمكرمين والاساتذة المحاضرين .مُعْتَبِرا أن هذه الذكرى
ملحمة ساطعة في مسار الكفاح الوطني من اجل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة المغربية الشريفة و لحظة ايضا تاريخية قوية لم يسبق لها مثيل عبر العالم بمظاهرها، معانيها ودلالاتها العميقة ، أبدعتها عبقرية جلالة المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه في مرحلة تاريخية حاسمة من مسار بناء مغرب قوي متماسك .

واضاف ذات المتحدث أن المسيرة انطلقت في 6 نوبر سنة 1975 ، وجندت لها ازيد من 350 الف متطوع ومتطوعة ، بعد استعداد لوجستيكي استثنائي في تفاصله ومظاهره، مسجلة تدفقا استثنائيا لجموع المتطوعين من مختلف شرائح المجتمع المغربي و مجسدة مبادئ تشبت المغاربة بترابهم الوطني واجماع كافة مكونات المجتمع على الوحدة ، مُرْدِفا ان المسيرة الخضراء اضحت مفخرة فارقة في تاريخ المغرب ، منقوشة بمداد من ذهب في الذاكرة تتوارثها الأجيال، حيث اقدم المغاربة بعزيمة وإقدام بنظام وانتظام صوب الأقاليم الجنوبية للمملكة لتحريرها من الاستعمار الاسباني .صور جسدت اروع مظاهر التماسك والتلاحم .

مضيفا ان هذه المسيرة كان اسلوبها حضاريا سلميا أظهر للعالم اجمع صمود المغاربة وارادتهم الراسخة في استرجاع حقهم المسلوب وعزمهم على إنهاء الوجود الأجنبي والاستيطان الاستعماري، حيث حققت المسيرة الخضراء يضيف عزيز وهبي أهدافها وحطمت الحدود المصطنعة بين أبناء الوطن الواحد وأمام الحشود الغفيرة المسلحة بالمصحف الكريم والعلم الوطني لم تمتلك سلطات الاحتلال الإسباني الا الرضوخ لإرادة الملك والشعب في استكمال وحدة الوطن. وجاء في كلمته ايضا ان هذا الحدث أظهر للعالم اجمع تصميم كافة المغاربة من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال على استكمال استقلالهما الوطني يقينا بعدالة قضيتهم وحرصا على ثوابتهم الوطنية .وتابع قائلا ” المسيرة الخضراء كانت وستبقى حدثا تاريخيا شد أنظار العالم صوب المغرب والى يومنا هذا ماتزال الانظار تشد صوبه، حيث المسيرة ممتدة متواصلة بنفس الروح وذات القيم ، عنوانها ..عزيمة البناء ومظاهر التنمية بالاقاليم الجنوبية للمملكة و منارة مشعة داخل المغرب وخارجه و درس كفاح من أجل وحدة الوطن و ترسيخ ركائز حاضره وامتداد أفق مستقبله.

فالاقاليم الجنوبية يضيف المتحدث حققت تطورا ملحوظا على مستوى البنية التحتية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية بفضل النموذج التنموي الخاص للاقاليم الجنوبية بقيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله والذي شكل علامة فارقة في تطوير الأقاليم الجنوبية .

هذا وأجمع المتدخلون أن الاقاليم الجنوبية تعيش نهضة حقيقية في مختلف المجالات والاصعدة.. مشاريع تنموية كبرى أنجزت وأخرى في طور الإنجاز تضع المواطن في صلب التنمية .واضاف المتحدثون أن المشروع الضخم ميناء الداخلة الأطلسي بنية تحتية مينائية من المستوى العالي ، ستساهم في مواكبة الدينامية التنموية والطفرة الاقتصادية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة عموما ، وجهة الداخلة وادي الذهب على وجه الخصوص بعدد من القطاعات الإنتاجية لاسيما قطاع الصيد البحري.
وهي مشاريع مهيكلة مندرجة ضمن برنامج النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة.
و طبقا لتعليمات جلالة الملك محمد السادس نصره الله يبرز ميناء الداخلة الأطلسي كورش استراتيجي جديد من شأنه تعزيز وترسيخ البعد الافريقي للمملكة حيث يتوفر على
بنية تحتية مينائية من مستوى عال ستمكن من دعم وتمتين الروابط الاقتصادية والتجارية التي ينسجها المغرب مع عمقه الافريقي ليشكل بذلك رافعة أساسية للتكامل الاقتصادي والاشعاع القاري والدولي للمملكة.

هذا المشروع الاستراتيجي يضيف المشاركون في هذه الندوة سيسهم في إبراز جهة الداخلة وادي الذهب كبوابة للمملكة نحو بلدان القارة الإفريقية ومركز جذب للمستثمرين المغاربة والأجانب المهتمين بالتصدير ، فالميناء يشكل محورا اقتصاديا قائما بذاته من خلال توفره على منطقة صناعية ولوجستيكية ومنطقة لتعزيز الرواج والتبادل التجاري وأخرى خاصة بتثمين أنشطة الصيد البحري.
ومن المنتظر أن يستقبل الميناء عند إنتهاء الاشغال بواخر تجارية كبرى وأخرى مختصة في الصيد في أعالي البحار مما سيساعد في تعزيز موقعه ضمن الخطوط الملاحية الدولية .
واضاف المتحدثون أن هناك مسار تنموي يمضي قدما باقاليمنا الجنوبية يواكبه مسار آخر على المستوى الأممي وهو قرار مجلس الأمن الجديد المتعلق بقضية الصحراء المغربية والذي يكرس سمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء المغربية في سياق يتسم باستمرار الدينامية الايجابية التي تشهدها قضية الصحراء المغربية تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله. معتبرين قرار 2703 ينسجم في العديد من بنوده مع رؤية المملكة بشأن قضية الصحراء المغربية ، بل هو استمرار للقرارات الاممية السابقة والتي تهدف الى تسوية النزاع عبر صيغة موائد المستديرة وانخراط كافة الأطراف بما فيها الجزائر كما يعتبر القرار الجديد ” الاطروحات البالية أصبحت متجاوزة قانونيا وسياسيا وامميا.” مؤكدين على ان القرار الجديد ارسل رسالة تذكير إلى جبهة البوليساريو الانفصالية فيما يتعلق بانتهاكاتها و قيودها على حرية تنقل بعثة المينورسو ومطالبة الجزائر مرة أخرى بأن تسمح باحصاء ساكنة مخيمات تندوف .
دينامية جديدة يشهدها ملف وحدتنا الترابية بقيادة ملكية متبصرة.. مكاسب دبلوماسية تتعاقب.. دعم متنامي للمقترح الحكم الذاتي وانتكاسات تتعاقب لتحشر اعداء وحدتنا الترابية في الزاوية الضيقة أكثر فأكثر.
انه زخم دبلوماسي أكثر رصانة وأكثر براغماتية.

وأجمع المتدخلون ان السياسة الخارجية المغربية في خدمة الوحدة الترابية بفضل الدبلوماسية الملكية التي جعلت من تدبير هذا الملف أولوية قصوى تقوم على الحسم والاستباقية والاستدامة ، فهو تدبير ملكي يمتد في الزمن ويربط الحاضر بالماضي ويستند إلى الوقائع والحقائق والفعل والإنجاز.
وبعيدا على السرديات الموروثة عن الحرب الباردة واستقطاباتها البائدة يواصل المغرب وبشكل حازم بفضل الدبلوماسية الملكية تقديم ملف الصحراء المغربية كمعيار واضح ومحدد لكل العلاقات التي تربطه بمحيطه الدولي بدون ضبابية ولا مواقف متدبدبة .

فالمغرب المنصة الاستراتيجية ونقطة الجذب كما توضح كل المؤشرات ، ماض في تنزيل النموذج التنموي بالاقاليم الجنوبية للمملكة
رغم المناورات والمكائد المكشوفة وحروب ” البروباغندا “والمكر الزائف الذي لايحيق الا باهله.
حسمت المملكة مغربية الصحراء على كل المستويات وبددت بذلك احلام واوهام المضللين وصناع الزيف وفق تعبيرهم.
لقد شكلت المسيرة الخضراء المظفرة محطة تاريخية ذات دلالات عميقة تؤرخ لصفحات مشرقة من النضال الذي خاضه المغاربة، ملكا وشعبا، في مسيرة تحقيق واستكمال الوحدة الترابية، وحدثا يلهم الأجيال في النضال من أجل إعلاء صروح المغرب الجديد، وتعزيز مكانته المتألقة وأدواره الرائدة بين الأمم والشعوب.

وفي الختام تم توزيع جوائز تقديرية على المشاركين في المسيرة الخضراء اعترافا لهم لما اسدوه من تضحيات جليلة تلبية لنداء الوطن.