بقلم : عبد الحق الفكاك
وانت تجوب شوارع المدينة و ازقتها تقابلك وجوه عبوسة لا ملامح الابتسامة عليها وكأنك لست في أيام عيد الاضحى ، ولعل السبب واضح ولا يحتاج الى كثير من التحليل او التعليل ، فالناس ضيق عليهم الغلاء و نغص عليهم اجواء العيد و فرحته .
وان اسواق بيع الأضاحي هذا العام تشهد اقوى زيادة عرفها المغاربة مند عدة عقود ، بالرغم من ” الحلول ” التي قدمتها الحكومة عندما شجعت على استيراد اغنام من اسبانيا و رومانيا كبديل الأضاحي المرتفعة الثمن.
وحتى هذه الأضاحي المستوردة لم تطالها ايدي الكثير من فقراء هذا الوطن فضلا عما يروج حولها من شائعات كالعلف الذي كان يقدم لها والذي له تأثير على طعم لحمها .. الخ.
مع كامل الاسف ، كان بالإمكان تفادي كل هذه المشاكل ، سواء عن طريق دعم الفلاحين المغاربة وتشجيع الكسابين منهم على اقتناء الخراف و النعاج وتقديم العلف الكافي لهم باسعار تفصيلية
او من خلال تقديم دعم استثنائي للفقراء والمحتاجين حتى يتمكنوا من شراء أضحية العيد ، بما في دلك تقديم منح استثنائية للجمعيات الاجتماعية الخاصة بالموظفين و عموم الإجراء و المستخدمين.
انه من الخطأ الفادح ان يتخلى المغرب ان دوره الريادي في مجال الفلاحة وتربية الماشية ، وهو الذي ظل يحقق الاكتفاء الذاتي في توفير الأضاحي المواطنين مهما كان وضعهم الاجتماعي ؟؟
ونحمد الله تعالى انه يوجد بيننا اناس من كبار التجار و اعرق العائلات من اعتادوا على تقديم الإحسان سرا للمحتاجين في متل هكذا مناسبات ، بعيدا عن البهرحة ، بعكس اؤلائك – سماسرة الانتخابات -الذين يستغلون ظروف المساكين لحاجة في أنفسهم .
ورغم كل هذا ، فإن الحاجة ماسة لإعادة النظر من قبل الحكومة في مسألة إرتفاع الأسعار والعمل على إعادة الامور الى سابق عهدها ونهج سياسة اجتماعية تتماشى و انتظارات المواطنين ..
وكل عيد و المغاربة بألف خير.