متابعة …محمد وردي من سطات// الوطن العربي
أجرى محمد سالم عبد الفتاح رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان مؤخرا حوارات مستفيضة مع بعض وسائل الإعلام الوطنية ، حول أهم المكاسب والمنجزات التي تحققت وعن أهم التطورات لقضية وحدتنا الترابية.
وقال محمد سالم عبد الفتاح في هذا الشان:
” بصمت الدبلوماسية المغربية على حضور وازن ومكثف في المحافل الدولية والحواضر العالمية ، حيث حققت نجاحات مشرفة طيلة ربع قرن من الزمن منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله عرش أسلافه الميامين، مستفيدة من الوضع الداخلي المستقر والموقع الاستراتيجي الهام الذي تحظى به المملكة و المطل على واجهتين بحريتين مابين مجالات حيوية في القارتين الاوروبية والافريقية من جهة و في الضفة الاطلسية من جهة ثانية، وما تتيحه من انفتاح على القارتين الأمريكيتين، وهو ما يساهم في جلب الاستثمارات في جميع القطاعات والمجالات وطبعا في إطار الاحترام التام للشرعية الدولية والقواعد المنظمة للعلاقات الدولية، التي تنص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول و الحفاظ على وحدتها الترابية وسيادتها .”
واضاف الخبير في الشؤون الصحراوية ” ان المغرب كان له دور ريادي كبير في هذا الشان على مستوى مختلف القضايا في الساحة الافريقية والعربية و الشرق الأوسط و غيرها، بفضل جهوده المتواصلة ومساعيه الحميدة في الوساطة لمجموعة من الازمات ومنها االازمة الليبية “.
واوضح المتحدث ذاته لوسائل الاعلام ” ان الدبلوماسية المغربية اعتمدت على الدور الحيوي لإمارة المؤمنين في الجانب الروحي فضلا عن نهجها سياسة الوضوح والطموح والابواب المفتوحة، حيث قامت باستثمارات في العمق الافريقي ،كما ساهمت في الجهود الإنسانية عبر تقديم مساعدات مالية وعينية منها طبية وعلاجية وخاصة أثناء جائحة كورونا، و احتضنت شركات كبرى تهم تصنيع اللقاحات مع الشريك الصيني وغيره وهو ماجعل المغرب يكتسب مهارات و خبرات عالية في هذا المجال ، وما يفسر ايضا هذه المكاسب والانتصارات المتتالية التي تحققت على مستوى التوجيهات العامة للسياسات الخارجية والداخلية و على مستوى “دبلوماسية القنصليات” هو اتسام المملكة بالرزانة والحكمة في مجموعة من القضايا وخاصة التي تتعلق بالتحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب من خلال نشر الخطاب الديني السمح والمعتدل .فالمغرب ولله الحمد له رصيد تاريخي ومجد عريق وزخم حضاري وثقافي كبيرين “
واضاف سالم عبد الفتاح رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان أنه كانت لإمارة المؤمنين علاقات وطيدة وروابط روحية تاريخية مع جل المرجعيات الدينية والقبيلة والمجتمعية ، حيث تبذل في هذا الشان جهود كبيرة في تكوين الأئمة داخل الوطن ، كما تشهد احتضان مجموعة من الفعاليات الدينية و المتعلمين والطلبة والاطر وهو ما يوازيه جهد أمني تضطلع به الجهات الأمنية برصد المخاطر والتحديات الأمنية باعتمادها مقاربات استباقية لمواجهتها، وهذا الأمر لايمكن عزله أيضا عن الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية بالجانب الروحي .
واشار كذلك ان هذه الاستثمارات للمملكة تبرز في أنبوب الغاز المغربي النيجيري الذي يمر عبر 13 بلد من بلدان غرب افريقيا الذي قد يفتح مجالات وآفاق واسعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في هذه البلدان، فضلا عن المبادرة التي ترمي إلى تعزيز التكامل والاندماج الاقتصادي مابين بلدان الافريقبة المطلة على الواجهة الاطلسية ومايجر على هذا الانفتاح وتعزيز هذا التكامل من الفرص التنموية لزيادة التبادل التجاري ورفع من الإنتاج الوطني الخام في عديد من هذه البلدان إلى جانب تلك المبادرات الملكية الخلاقة المتعلقة بتمكين بلدان الساحل من الولوج الى الواجهة الاطلسية، وماتتيحه من مواجهة منابع هذه الاشكالات الروحية والامنية والاقتصادية والاجتماعية .
مردفا انه منذ الاستقلال تعتمد المملكة منطق تنويع الشركاء والانفتاح على المجالات الحيوية سواء تعلق الأمر بالشان المغاربي والعربي والإسلامي الذي لايمكن الغاؤه على كل حال رغم الاكراهات بالجوار والمؤامرات والدسائس التي تحاكيها بعض البلدان في محاولة تقويض الوحدة الترابية ودعم الانفصال، ولكن المملكة تنفتح على مجالات أخرى.. لديها عمق حضاري وثقافي واجتماعي في المجال الافريقي وكذا في الضفة الشمالية خاصة مع أوروبا.
وتابع “المملكة شريك في وضع متقدم مع الاتحاد الأوروبي، حيث عززت التكامل و المبادلات التجارية وحافظت على شراكات استراتيجية مع جل البلدان الاوروبية ،خاصة ألمانيا وفرنسا و غيرها واليوم هناك مشاريع كبرى تجمع المملكة باسبانبا ويتعلق الأمر بمشروع الربط القاري بالاضافة الى استضافة المونديال والمشاريع المرافقة لذلك، وستستفيد منه لامحالة القارة الافريقية، إذ سيتعزز دور المملكة كبوابة قارية تتيح الانفتاح على المجالات الحيوية في ضفتي المتوسط، ولكن تقود مبادرة هامة جدا تتعلق بالمجالات الحيوية في الواجهة الاطلسية وماتتيحه من انفتاح على القارتين الأمريكيتين.”
وقال سالم عبد الفتاح ” اليوم المملكة باتت رقما صعبا ضمن هذه المعادلة الإقليمية والدولية ولم يعد يرضخ لتلك النظرة الاستعلائية التي كانت تخاطب بها بعض القوى الدولية هذا المجال الحيوي الذي كانت تتعاطى معه بالمنظور على أنه مجال لتصريف النفوذ واليوم تفيرت الظروف،
ولعلها اليوم اضحت تنضج للخوج بهذه المقاربة الملكية المتسمة بالصرامة والندية في التعاطي مع الشركاء الاستراتيجيين ومع الحلفاء التاريخيين للمملكة.”
مؤكدا انه” بالفعل هذه المقاربة وهذا الخطاب وضع قضية الصحراء المغربية في صلب العقيدة الدبلوماسية للمملكة وفي صميم سياستها الخارجية وقد نجحت طبعا في الدفع بالدول الشريكة والحليفة بإبداء مواقف صريحة داعمة للمملكة وخاصة على مستوى السياقات الاقليمية والدولية سواء المرتبطة بالمملكة أو بجوارها الإقليمي أو حتى على المستوى الدولي تغيرت ، حيث نتج عن ذلك
إجماع حول مصداقية وجدية المخطط المغربي بفضل المقاربة التي تبناها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله والدفعة القوية التي شهدها الملف في السنوات الأخيرة والتي تتجلى من خلال الدعم المتواصل الذي يحصده مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007.”