الرئيسية سلايدر المرحومة حدوم القبلي كفاح امرأة وصبر لا محدود

المرحومة حدوم القبلي كفاح امرأة وصبر لا محدود

22 أبريل 2019 - 23:00
مشاركة

 إذا أردنا أن نتكلم عن المرحومة السيدة “حدوم القبلي” لابد أن نبدأ بتدوين نبذة من حياتها رحمها الله.

   ولدت بالمدينة القديمة بالدار البيضاء وأصلها ينتمي إلى اولاد احريز من سلالة الشرفاء, انتقلت إلى جوار ربها بتاريخ: 12/03/2012, وتاريخ: 12/03/2019 يخلد الذكرى السابعة لوفاتها رحمها الله.

        كانت امرأة بسيطة التعليم هي وزوجها المرحوم “الحسين طلال” إلا أنه رغم هذه البساطة في التعليم فهي تعتبر امرأة اجتماعية, وبحكم تربيتها المحافظة فإنها استطاعت أن تكسب احترام الجميع حتى مع النخبة المثقفة, تمتاز رحمها الله بصدر رحب وسرعة البديهة وحضور النكتة والبشاشة التي تتجلى على محياها ويدها الكريمة التي لا تعرف الانقباض رغم ضيق ذات اليد فكرمها يضرب به المثل, إلا أنها في زواجها تعذر عليها الانجاب, مما دفعها هي وزوجها إلى زيارة الأولياء وخاصة الولي الصالح “سيدي امحمد الشرقي” الذي ذهبت إليه هي وزوجها رحمهما الله قصد التبرك به واستحضار بركاته, وفعلا على حسن نيتهما استجيبت دعواتهما حيث أخذتها سنة من النوم داخل الضريح وسمعت مبشرا يقول لها لقد قصي أمرك, لكن إذا وضعت بنتا اتخذي لها اسم “فاطمة” وإذا وضعت ولدا اتخذي له اسم “امحمد” وهكذا كان, فقد وضعت ولدا اسمته “امحمد” ومن ثمة بدأ نسلها يزداد إلى أن بلغ عدد أبنائها 10 بين إناث وذكور.

        وقد دخلت رحمها الله مرحلة الكفاح منذ شبابها كفاحا مزدوجا وطنيا وأسريا حيث أنها بعد وفاة زوجها المرحوم “الحسين طلال” تعرضت لظروف صعبة مما حدا بها إلى استعمال آلة الخياطة كانت تملكها, بها استطاعت أن تربي أبنائها أحسن تربية مع تعليمهم بمعية ابنها البكر “امحمد طلال” الذي يحمل دكتوراه في الإعلام كما يعتبر أستاذا في هذا المجال تخرج على يده عدد من الاعلاميين منهم إخوته الأساتذة في مجال الإعلام ومجالات أخرى كما أن أخواته تخرجن  اطر عليا و  ربات بيوت ناجحات, والفضل في هذه المنة الكبرى من الله سبحاته وتعالى الذي حبى بها هذه الذرية الصالحة يرجع إلى صبر المرحومة “حدوم القبلي” وابنها البكر الدكتور “امحمد طلال” الذي نطلب له الشفاء العاجل من العلي القدير.

        ولنرجع إلى زوجها المرحوم “الحسين طلال” الذي كان عاملا بالميناء والذي ينحدر من أسرة إن لم نقل إنها متعلمة فهو إذا ينحدر من منبع ينتمي إلى بيت العدالة والقضاء بحيث كان والده قاضيا بمدينة بأولاد احريز, ورغم بساطته في العيش مع زوجته رحمهما الله فقد استطاعا بانسجامهما أن يوفرا لعائلتهما ولأبنائهما العيش الكريم حيث كانا يقطنان بين درب السلطان وسيدي عثمان حتى وافاه المنون رحمه الله ومن ثمة أخذت المرحومة زوجته مشعل الكفاح, تغمدهما الله برحمته وأسكنهما فسيح جناته بجوار النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين.