موكادور : امينة المهور
ان الابداع الشعبي لا يتصف فقط بالابداعية ، كما يعتقد كثير من الباحثين ، بقدر ما يتصف ايضا ببناء القيم الموروثة والتنشئة الاجتماعية وتأثيت الذاكرة الجماعية ، مع كل ما يحافظ على بقائها واستمرارها ، لأن الموروث الشعبي دون الكتابات الرسمية تشكل مخزون الذاكرة ، التي تتجلى من خلالها القيم الخلاقة لفهم ميكانيزمات الثقافة الشعبية ، لتمرير الكثير من القيم التقليدية المتعددة الليئات بمختلف الاوان والاشكال .
وتنطبق هذه الديباجة التقديمية على المحيط العام للدورة السادسة لمهرجان الشياظمة الشمالية للفنون والثقافية ، المنظمة من طرف جماعة تفتاشت بوابة اقليم الصويرة من الجهة الشمالية ، تزامنا مع الموسم السنوي لشرفاء رجراجة ، الذي بلغ محطته 30 بجماعة تفتاشت ، حاملا شعار المحافظة على الموروث الثقافي .. رهان لخدمة التنمية المحلية ، حيت دامت افراحه الاحتفالية ثلاثة ايام تميزت بسبر اغوار هذا الفضاء المهرجاني الشايظمي الذي لف في بوتقة واحدة تظافر جميع المجتمع المدني من جمعيات نشيطة ومجالس قروية وسلطات محلية ، تفعيلا للسياسة التنموية للشياظمة الجديرة بتقديم صور استشهارية عن المنطقة جهويا وطنيا قاريا عربيا ودوليا، من خلال تنظيم انشطة فنية متنوعة لفائدة الساكنة ، مع تجنيد الموارد البشرية والمادية واللوجستيكية ، للاسهام في التنمية القروية المحلية المتكاملة اجتماعيا واقتصاديا ، بعد تكريس المنتوجات التقليدية لمعرض تفتاشت المجسد لمناهج المقاربة النوعية الاجتماعية لحماية الثرات الثقافي والفني الذي تتميز به جماعة تفتاشت محليا والصويؤة جهويا ، ذلك أن أروقة هذا المعرض التقليدي عززت قدرات الفاعلين الصناع للجهة الشمالية للشياظمة ، أملا في إنعاش سياحة مستقبلية لافتة .
المحطة (30) عن الدورة (6) لمهرجان الشياظمة الشمالية للفنون والثقافة ، كانت ناجحة بكل المقاييس ، بدليل حضور (10) الف زائر من ضمنهم اجانب ، الذين اعجبوا باروقة المعرض المتميز بمنتوجاته المتنوعة ، وكي لا ننسى فن التبوريدة الذي اصبح جزءا لا يتجزأ من هذه الاحتفالية ، حيت اصبح عدد كبيير من الزائرين يأتون من مختلف بقاع المغرب وخارجه لمشاهدة فن التبوريدة
