الرئيسية سلايدر مغرب الأمجاد .. مغرب الأجداد و الأحفاد

مغرب الأمجاد .. مغرب الأجداد و الأحفاد

24 يونيو 2019 - 13:35
مشاركة

لعل الأمر لا يتعلق بدغدغة المشاعر و لكن كل المعطيات التاريخية و السياسية تشهد بأن الحدود المغربية الحقيقية كانت و إلى وقت ليس ببعيد تمتد من البحر الأبيض المتوسط شمالا ، حتى نهر السنغال جنوبا ، و المحيط الأطلسي بجزره المحاذية غربا ، حتى الحدود مع الجزائر على النقطة الأخيرة بمنطقة تندوف المغربية شرقا . لكن نتيجة الأطماع الإستعمارية تم تمزيق الأرض المغربية حيت إقتطع منها جزء كبير لتؤسس فوقها ما يسمى الآن بالجمهورية الموريتانية كما أخد من جغرافية المغرب الجزء الواقع الآن تحت النفوذ الجزائري ، المسمى بتندوف ، ناهيك عن المدينتين السليبتين سبتة ومليلية و العديد من الجزر المغتصبة ، وكلها أراضي يقر العالم بأنها مغربية التاريخ و الجغرافية.. لكن إنتزعت منه ظلما و عدوانا..

و بقراءة سريعة لصفحات تاريخنا المجيدة فإنها تؤكد بأن المغرب ظل يبسط سيادته على أراضيه على الدوام بما فيها الصحراء المغربية ، بل عندما دخل الإستعمار الأوربي كانت هذه السيادة تمتد يومها من طنجة إلى حدود المناطق المحاذية لنهر السنغال .

ولقد كان حينها سلاطين المغرب يقومون بتعيين حكام وقادة هذه المناطق ، وعلى سبيل المثال ندكر السلطان مولاي عبد العزيز الذي كان قد كلف سنة 1905 كبير وزراءه المسمى الشيخ – بن يعيش- بتفقد تلك المناطق ، ليسلم مراسيم التعيين القادة هناك ، كما انه كان قد أصدر مرسوما عين من خلاله آخر أمراء منطقة – الترارزة – المتاخمة لنهر السنغال .

وهكذا تم الاحتفاظ لملوك المغرب بالسيادة الكاملة على هده الأراضي من خلال الإستمرار في تقديم البيعة والدعاء للسلطان في خطبة كل جمعة والصلاة بالمساجد ، وهو ما يثبت بجلاء عمق الروابط العديدة التي تربط تخوم الصحراء و المناطق المحيطة بها بأرض المغرب وشعبها مثل وحدة الإقليم ، وطبيعة البيئة ، و الجنس و اللغة ، والدين والتاريخ المشترك. فإذا كان ملك المغرب محمد السادس نصره الله قد سهر شخصيا على منح وتائق الإقامة للعديد من المهاجرين الأفارقة فإنه بذلك يعطي إشارة قوية على أن هؤلاء الوافدون إنما هم يشكلون جزءا من تاريخ هذا الوطن المسالم بحيت ظلوا يجعلون من المغرب قبلتهم المفضلة على مر العصور ..

لذلك فلا غرابة أن يأتي يوم يصعد فيه جيل جديد من أحفاد هذه المناطق قد يطالب بالإندماج الكلي في المغرب بحجة إرتباطهم القوي بالمغاربة إضافة إلى وحدة التاريخ و المصير المشترك و البيعة الشريفة التي ظلت في أعناق الأجداد ، مؤكدين رغبتهم القوية في العيش بين المغاربة من البحر الأبيض المتوسط شمالا ، حتى نهر السنغال جنوبا ، ومن المحيط الأطلسي غربا حتى تندوف شرقا ، وتلك هي الحدود الشرعية للمغرب الأقصى ، في وطن أسمه المغرب الكبير .
بقلم عبد الحق الفكاك