يعتبر المجال الغابوي من المجالات المهمة للإنسان على جميع المستويات اذ يأخذ أهمية كبيرة من الناحية البيئية، فوجود الغابات في منطقة معينة يجعلها أكثر اعتدالا في درجة الحرارة، كما تعتبر مركزا هاما للتنوع الحيوي وموطنا لكثير من الحيوانات والطيور، بالاضافة الى دورها الفعال في امتصاص كميات كبيرة من الغازات والملوثات الهوائية الضارة، إلا أنها تعاني من بطش الأيادي والتدمير والتخريب في ظل جهل المواطنين وغياب المراقبة من طرف الجهات المسؤولة.
وفي السياق ذاته، وبعد تحرر المجال الغابوي التابع لجماعة سيدي علي الكراتي من قبضة لوبي خطير استغل سذاجة الساكنة واستفاد من عائداتها لسنوات وخاصة ثروة الأركان، لم تتعافى الساكنة من هول الصدمة حتى ظهر استغلال أكثر حدة تمثل في الرعي الجائر والافراط في قطع الأشجار بهدف تفحيمها وقطف ثمار شجر الأركان قبل نضجها واشهار معاول الهدم والتدمير في مكوناتها الحية والميتة مع العلم أنها تلعب دورا اقتصاديا هاما بالنسبة للساكنة في فترات من الموسم الفلاحي.
يتحمل الجزء الكبير من هذه المخاطر التي تلحق الغابة المندوبية السامية للمياه و الغابات في شخص مكتبها المحلي بمركز تالمست نظرا لعدم اتّباع سياسة صارمة للقطع مع أشكال الاستغلال و اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية الغابة لا سيما شجر الأركان الذي يتعرض لأبشع استغلال خاصة مع تزامن موسم الجني. علاوة على ذلك يتحمل جزء من المسؤولية المجلس الجماعي لجماعة سيدي علي الكراتي نظرا لعدم تفعيل الاختصاصات المسندة إليه في مجال التنمية الاقتصادية و الاجتماعية حسب ما نص عليه القانون التنظيمي 113.14 لا سيما في المادة 92 التي أعطته الصلاحية في تحديد شروط المحافظة على الملك الغابوي من جميع أشكال الاستغلال غير المعقلن.
إن المجال الغابوي التابع لتراب جماعة سيدي علي الكراتي يحتاج إلى تدخل الجهات المسؤولة وكذا الفعاليات السياسية لوقف نزيفه، والعمل بصيغة جماعية من أجل إيجاد حلول لأزمة الغابة ورفع توصيات للمهتمين بالشأن البيئي بالبلد من أجل تقنين الأنشطة التجارية التي تستهدف الغابات بشكل عام من أجل مشروع بيئي مستقبلي هادف.
