إذا أردنا أن نتكلم عن الأستاذ الطلفي لحسن فلا يمكن أن نخصص له بعض السطور لا تعني ولا تسمن من جوع، لأن مسيرته القضائية لابد أن تستوف مجلدات، لأنه يعد أحد أهرامات القضاء في المغرب إن لم نقل قمة الأهرامات.
كثير من الناس ينظرون إليه أو يسمعون به أو يعتبرونه وحش القضاة، ولكن لو حاذوه أو جالسوه وتقربوا منه فإنهم سيكتشفون رجلا آخر بمواصفات أخرى بعيدا كل البعد عما يتخيلونه لأنه يحمل في قلبه ينبوعا من السماحة والحلم والرقة ويرون فيه إنسانا عطوفا إلا أنه في أحكامه يكون صارما وذلك ليس صادرا عن نزعة سادية وإنما هو صادر عن الملفات الجنائية التي تطرح فوق طاولته والتي تكون فيها الجريمة بشعة وقاسية ووحشية ذلك ما يجعله يتخذ في شأنها أحكاما قاسية، وهذا ما جعل بعض الناس ينظرون إليه نظرة المستبد أو القاسي حتى أن بعضهم يلقبونه بصاحب حقيبة مئة سنة من الأحكام، إن لم ينفذها يصاب بحنق وغضب، وهو في الحقيقة أعدل الحكام وبأحكامه يقر الحق ويضعه في موضعه الصحيح.
إن الاستاذ الطلفي لحسن يعد من أبرز القضاة الذين أنجبهم المغرب وعمودا من أعمدة العدالة الذين يشكلون صرحة القضاء المغربي على الصعيد الوطني، ونظرا لكفاءته فإنه دائما يحظى بالثقة الملكية المولوية الكاملة التي تؤهله التكليف بالملفات الكبرى ذات الأهمية بالنسبة للدولة أو بالنسبة للمواطنين، عدا هذا فإنه داخل نطاق عمله يتلقى حب واحترام زملائه في العمل والتقدير من كل من يقترب منه أو يحتك به، فهو يمتاز ببعد النظر ودقة التمحيص في القضايا المطروحة أمامه لأنه داخل قرارة نفسه يعرف أنه مسؤول أمام الله وأمام ضميره وأمام الناس عما يجب أن يفعل، وبحكم منصبه فإنه لا يتعالى أو يتكبر بل يتواضع، فمن مكارم أخلاقه دائما يكون رأيه في نفسه أقل من رأي الناس فيه، وهذا في حد ذاته أكبر وشاح يزين صدر هذا القاضي مفخرة العدالة المغربية.
