كتب سعيد عقادي.
لن أركز في موضوعي اليوم على صعود شباب السوالم من لا شيء الى قسم المحترفين بالبطولة المغربية .. و لن اطرح المجهودات الذاتية المبذولة بالمنطقة في تحقيق الفريق لنتائج اهلته لان يكون حاليا ضمن فرق الصفوة .. و لن أخوض في الحديث عن مكونات الفريق العادية و البسيطة شكلا ..و إنما سأشير و بالدليل المكشوف و البارز إلى ما يغض عنه الطرف الكثيرون ممن عكروا أجواء الكرة ..ممن بهدلوها ، وعروها حتى افقدوها حلاوتها و براءتها . نعم . اشحنوها بالماديات و جعلوها موردا للنفع و الربح و تحقيق مصالحهم حتى فقدت كل مميزاتها و الأهداف السامية التي انطلقت من أجلها .
تتبعنا بالأمس فريق شباب السوالم الرياضي كيف صعد و كيف قهر الجيش الملكي في أول لقاء برسم بطولة هذا الموسم بثلاثة أهداف لصفر بلاعبيه الكبار و بمدربه البلجيكي الذي وقع بالملايين و يتقاضى شهريا الملايين..
مساء هذا اليوم ، نازل شباب السوالم فريق المغرب الفاسي ، وأعاد نفس الشريط مهيمنا و منتصرا أيضا على خصمه الفاسي بثلاثية نظيفة ، و عن جدارة ..
كل هذا و ذاك لم يثر انتباهي ، ولم يجذب تركيزي أكثر مما شدني الفريق و هو يلعب بشباب متخلقين ، متحمسين ، غير مغرورين ، ليس وسطهم لا أفريقي ولا اي لاعب اجنبي . و تحت إشراف مدرب مغربي . مدرب شاب طموح . لا يطلب الملايين و الملايين ، ولا يشترط قبل وبعد العقد المستحيل .
شباب السوالم الرياضي ببساطته ، و حزمه ، و رجالاته ، و تأسيسه على مكارم الاخلاق . لا على الماديات . ها هو يعطي الدروس بمدرب مغربي شاب . ليؤكد ان المغرب بلد المواهب و الرجال و الجد و المثابرة و لا داعي لجلب مدربين أجانب بالملايين .
