منتخب المغرب للمكفوفين في كرة القدم القاب عالمية دون تحفيز او تشجيع !؟ . ثم متى سيتوصل الفريق بأكمله بمستحقات الميدالية البرونزية الأخيرة المحصل عليها بطوكيو .

سعيد عقادي .

غريب و الله امر رياضاتنا الوطنية طولا وعرضا و دون أن أستثني لكم منها و لو رياضة واحدة .. عجيب شأنها و واقعها . لانك أينما وليت وجهك تجاهها و تدبرت في اخبارها و جديدها الا و تالمت و شعرت بالغبن و ما يكدر نفسك و يقلقك . نعم . بكل تأكيد ستتأثر سلبا وتنغصك شؤونها . و اصبر أولا وأخيرا . و ما صبرك الا بالله .
ففي الوقت الذي نتتبع فيه حتى الدول البسيطة المتواضعة ، الحديثة العهد بالرياضة قد نهضت تخطط و تبرمج . تحفز و تشجع . تتقدم و تتطور . رياضاتنا لم تختر لها الا المسلك الذي لا تركض فيه سوى الى الوراء في اتجاه معاكس لما تهرول فيه الدول و الأمم .
…كثيرة بحق هي المآسي و الاعوجاجات و الطامات بالدليل ، و ما يثير العجب و الإستغراب بالحجة . لكن لم اختر لكم منها اليوم إلا كارثة واحدة بإحدى الرياضات التي شرفت المغرب في اكثر من محطة دولية عالمية . هي كرة القدم الخماسية الخاصة بالمكفوفين . و تعالوا معي لاحكي لكم غرائب و عجائب ما يحدث في محيطها .
..تعلمون ان منتخبنا المغربي في هذا النوع الرياضي هو الأقوى إفريقيا ، المسيطر على كل كؤوسها بدون منافس لقوته و علو كعبه . و هو المحتل لمراتب مشرفة عالميا ضمن منتخبات الصفوة . و في الألعاب البارااولمبية الأخيرة بطوكيو انتزع ميدالية برونزية بعد أن تأهل في مجموعته ، و قهر في مباراة الترتيب منتخب الصين و ما ادراك ما الصين بأربعة أهداف لصفر .
النتيجة شكلا و مضمونا هي إنجاز تاريخي كبير . إنجاز نال اعجاب العالم بأسره و شرف المغرب تشريفا تاريخيا سيظل موشوما في تاريخ الالعاب البارااولمبية ليبقى الوجه الآخر المظلم الذي لا يعلمه جل المغاربة الذين واكبوا مبارياتهم و استحسنوا مشاركتهم بطوكيو مستقرا فيما يلي :
اولا البطولة الوطنية لكرة القدم الخماسية الخاصة بالمكفوفين ليست ببطولة سنوية تنافسية . ليست مسترسلة . كما لا تعرف اجراء لقاءات كثيرة . و انما في يوم واحد او يومين من ايام السنة تحضر فرق في مجمع . و تلعب في دوري  يفرز منه فريق فائز يسمى بطل المغرب و به السلام و طويت الصحف .
ثانيا . الجامعة تعاني من الضعف المادي العسير و هذا ما ينعكس سلبا وضررا على الأندية التي لا تقوى على تنظيم سفريات او اللعب خارج مدنها .
ثالثا . اذا رجعنا الى منتخبنا المغربي ، نحيطكم علما انه رحل الى طوكيو دون أن يجري اي لقاء دولي استعدادي و المشاكل كانت تلاحقه و تحيطه من كل جانب دون أن ندخل في التفاصيل .
.. رغم كل هذا وذاك وغيره و ما لم يذكر ، تمكنت مجموعتنا من انتزاع برونزية بين منتخبات هيأت و استعدت في ظروف تحفيزية راقية . و المر انه بعد العودة . وبعد ان تشبع أعضاء الفريق الوطني بالإستفادة العاجلة من تلك المنحة التي سمعنا عن قدرها و كانت فعلا مشجعة . لحد الآن لم يتلقوا اي تحفيز . لا مادي و لا معنوي . و الجميع محتاج و معول على تلك الهبة لسد مكامن احتياجاته . بل و الافظع ايضا من هذا ان معنويات المنتخب هوت و تفتت في الآونة الاخيرة لما علموا وليست أدري هل هي إشاعة ام حقيقة أن أفراد الطاقم التقني الذين كانوا وراء تحقيق هذا الإنجاز تحت إشراف السيد إدريس المتقي لن يتقاضوا أية منحة او تعويض !؟ .
ونحن نستنكر هذا الخبر ان كان حقا صحيحا ، نطلب من الوزارة أن تسارع في تعويض الفريق بأكمله و تهيئ مخططا علميا و هادفا منذ الان استعدادا للبارااولمبياد  2024 بباريز .