سعيد عقادي.
يعلم جميع المغاربة حتى ولو ظل المطبلون يطبلون بإيقاعاتهم التضليلية المستمرة أن الرياضة الوطنية في الحضيض .. كما نعلم علم اليقين من موقعنا ، حسب خبراتنا و تجاربنا و تتبعنا عن كثب لمجريات الرياضة الوطنية عامة منذ زمن بعيد ان المسؤولين المشرفين على الرياضة بالبلاد هم على علم تام بالاسباب الحقيقية التي جعلت هذا القطاع يهوى ببلادنا . يتراجع بشكل سريع . إلى أن أصبح يتمرغ في تلك المياه الراكدة الوسخة المتعفنة .. يجلب لنا العار والذل في المحافل الدولية .. و لا زال مع الأسف الشديد على هذا النهج المبغض المقيت يسير .
.. وصلنا إلى ما وصلنا اليه اليوم من انحطاط . و لن احدثكم هنا لا عن تلك المساعدات القيمة التي تتلقاها الجامعات ، و لا عن تلك التحفيزات و التشجيعات المرصدة لها ، يكفيني هنا دليلا واحدا هو تدخلات صاحب الجلالة محمد السادس حفظه الله شخصيا و على وجه السرعة لتهنئة كل من حقق انجازا او شرف البلاد و المغاربة .
.. لن أحدثكم عن كل هذا . ولن اكلمكم أيضا عن امكاناتنا البشرية و المادية و كذا المالية .. ولن استفيض في ذكر ما تبذله الجماهير من تضحيات و تتبع و تشجيع و مساعدات .. و لن أتطرق للحديث عن مجدنا و تاريخنا الرياضي على كل الواجهات و في كل الرياضات . و لن اشير أيضا إلى كثرة المرافق الرياضية و التجهيزات الضرورية المطلوبة المتوفرة ببلادنا التي يا كم أبهرت أكابر الأخصاء من دول متقدمة . لأركز بخلاصة و باقتضاب في الأخير ، على ان الأجواء متوفرة و ان كل المتطلبات مقدمة ، إلا التسيير الصادق .. التسيير الهادف .. التسيير المسؤول.. التسيير المقرون بالمحاسبة الذي ينتظره الجميع حتى نتخلص من ويلات هذا الواقع المؤلم القبيح .
.. منذ الثمانينات و نحن رفقة مجموعة من الشرفاء من الصحفيين و الرياضيين و المسؤولين ننتقد هذا التسيير داخل الجامعات الرياضية . نقترح .. نوجه .. نستنكر .. لكن ، مع الأسف الشديد كلما مرت الايام و غابت المحاسبة الا و طغى المسؤولون بالجامعات ، عتوا فيها فسادا .. ورثوها .. استغلوها.. دبروها كما لذ لهم وطاب . و هنا حدث و لا بأس عليك ، دون حرج ، لا خوف عليك و لا خروج سجل ضدك عن القانون ..
… بعد مآسي طوكيو الأخيرة كنا ننتظر ثورة في قطاع الرياضة الوطنية . و استبشرنا خيرا لما تشكلت حكومة جديدة أسندت فيها مسؤولية هذا القطاع لشكيب بنموسى الذي عرفته كمواطن حقيقي ، مسؤول قانوني ، إداري خالص بما تحمل الكلمة من دلالات ..
و نحن لازلنا ننتظر مطارق سي شكيب في هذا القطاع الملوث .. واثقون من أن دقاتها و رناتها ستدوى و تسمع عما قريب ان شاء الله . و المسألة ليست إلا شاكلة وقت لاغير . نعلم انه يدرس رفقة مساعديه الآن موقع كل الجامعات القانوني و المالي و الإداري و هو على دراية تامة بطرق المكر والخداع و الالتواءات في التسيير العام لهذه الجامعات .. جامعات يترأسها كما يردده الكثيرون في محيط الرياضة ” الفراعنة ” الذين هم فوق القانون و لا يقوى على التصدي لهم او إزالتهم أي مسؤول .. خلدوا بها اكثر من ولايتين ضد القانون دون نتائج تذكر . نعم دون ما يفرح و يسر . اللهم استفادتهم و الموالين لهم من كثرة السفريات و الامتيازات و ما خفي أعظم. دون أن نعرج على اهتمامهم الكبير و سعيهم لانتزاع مقاعد و مناصب بالاتحاد الدولي او الافريقي او العربي على حساب رياضاتهم .. رياضتهم الجامدة حتى محليا بل ان لم نقل تحتضر …
…. متفائلون أسي شكيب بك .. ننتظر جديتك التي لمسناها فيك على أكثر من مستوى خلال تقلدك لمناصب راقية و جد حساسة .. ننتظر تطهيرك لقطاع الرياضة من الدخلاء ..من المتربصين للمصالح .. من الذين لا هم من الرياضيين و لا هم ممن لهم إضافة على رياضاتهم .. كلنا ننتظر التغيير و المحاسبة و الله ولي التوفيق .
