سعيد عقادي.
على مسؤوليتي.
قلت لكم و سأظل اقول و أكرر ما اقول لأنني واثق مما اقول ، ان منتخبنا الحالي ليس في مستوى طموحات جمهورنا الرياضي الذواق و لا يوازي قيمة بلدنا العظيم برجالاته و حضارته و قدراته و امكاناته و تاريخه الكروي الشامخ .. منتخب لا يقنع و طاقمه التقني الحالي جامد لا يسر و لا يفرح .. فريق لم يبرهن لنا دوما بانه ذلك المنتخب المنسجم المتكامل الذي عهدناه و تمتعنا بفنياته في أزمنة رحلت و غابت .. منتخب يدعي المسؤولون المستفيدون من خيرات جامعته انهم يحققون الهدف و ينجزون الانتصارات و يتسلقون سلم ترتيب المنتخبات العالمية . و ما هذا في رأيي الا سبيل من سبل التضليل، غربال لتغطية واقع واضح وضاء . لأننا لحد الساعة لم نتخط و بصعوبة الا المنتخبات البسيطة ، المنتخبات الضعيفة التي لا حظ لها قي لقب او احتلال مرتبة عليا .. تأهلنا لمباراة السد بخصوص كأس العالم في مباريات جرت على أرضية ملاعبنا و أمام منتخبات بعيدة عن درجاتنا . و ها نحن اليوم في الكاميرون لم ننتصر بداية الا عن غانا التي ليست بغانا الأمس أداء و قوة و لياقة بدنية . و على دولة أرخبيل مكونة من أربع جزر صغيرة ، عدد ساكنها لم يصل بعد إلى 900 الف نسمة لو حضروا كلهم المغرب لاسكنناهم في درب واحد بإحدى مدننا سميناه درب جزر القمر . و ما شعرنا بثقلهم و لا بتحركاتهم او بسكناتهم .
.. الطامة الكبرى و ما هذا إلا دليل واحد عن عدم رضانا عن المنتخب و مسؤوليه و من ينعم بمحيطه او داخل أسواره ، ان حارس جزر القمر “سالم بن بوينا ” الذي خرج كاحسن لاعب في المباراة منتزعا الكأس عن جدارة و استحقاق من لاعبينا الذين يمارسون في أقوى البطولات العالمية و ضمن فرق شهيرة كبيرة ، ليس سوى بحارس هاوي ، حارس بسيط ليس بمغمور و حتى معروف ، يمارس بالمستوى الخامس بالدوري الفرنسي هواة بمرسيليا .. قال في تصريح بعد اللقاء و هو يشهد عن نفسه و يفتخر انه لأول مرة في حياته يغادر الملعب بعد نهاية مباراة تحت تصفيقات الجمهور ..تصدى لسبع كرات حاسمة منها ست كرات من داخل الجزاء ، إضافة إلى ضربة جزاء النصيري .. منع الكرة ثلاث مرات في هجمة واحدة . كما منع ثلاثة لاعبين من مسافة قريبة .
و كل هذا و غيره من التألق يبلغ من العمر ثلاثين عاما و لم يبدأ مساره الكروي الا مع الكرة الشاطئية.
.. بكل هذا المستوى بهر نجومنا و تصدى لهم تصدية السبع و مدربهم خليلوزيتش المصنف الأغلى مدرب حاليا بالكامرون بتقاضيه حوالي 85 مليونا زد عن ذلك الامتيازات الفاخرة التي لا يدرك قيمتها الا من يؤدي الفواتير .. كل ذلك العجز للاعبين النجوم العالميين أمام حارس متواضع و خليلوزيتش يتتبع و يشاهد و لا حول و لا قوة له لانه عاجز .
فاللهم يا رب لا تحملنا من الألم و ما لا يعجبنا في هذا الكان ما لا طاقة لنا به .
