برشيد..مشروع زراعة نبتة الكينوا المدر للدخل بجماعة سيدي المكي اقليم برشيد..طموح وآفاق رغم الاكراهات المطروحة

17 يناير 2022 - 12:27

محمد وردي من سطات// الوطن العربي

محمد ابراهيمي فلاح بجماعة سيدي المكي اقليم برشيد “جهة الدارالبيضاء سطات” صاحب ضيعة نموذجية تنتج هذا النوع الجديد من الحبوب الطبيعية”حبوب الكينوا البديلة “والتي لها فوائد صحية كثيرة .جريدة الوطن العربي الإلكترونية والورقية قامت بجولة واخدت تصريح صحفي مع صاحب المشروع محمد ابراهيمي لاعطاء بطاقة تقنية وتعريفية لهذا المشروع النموذجي وفق روح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تقتضي اعتماد حلول إبداعية فريدة. ترجمه هذا المشروع الفلاحي الذي يعتمد اسلوب زراعة البديلة الكينوا .

وفي تفاصيل الخبر ..الكينوا هي إذن ا نبتة جديدة بالمغرب تم زراعتها في حقول جماعة سيدي المكي بإقليم برشيد وبمناطق اخرى بالمملكة الشريفة ضمن مشروع االزراعات البديلة . الكينوا هي حبوب وأصلها من أمريكا اللاتينية.
التجربة ليست حديثة بالمغرب لكنها هنا أعطت ثمارها بشكل جيد شجعت فلاحي المنطقة على زراعة مساحات اكبر بنبتة الكينوا التي من مميزاتها انها تتكيف مع كل الظروف المناخية ولاتتطلب كمية كبيرة من المياه مايخفض من كلفتها المادية ويزيد بالتالي من أرباح فلاحي المنطقة.

بعد الحصاد وجمع المحصول تصل مرحلة إعداده للأسواق و هنا يبرز دور المرأة في المشروع والذي يبدو ناجحا في بدايته. و للفلاحين طموح في توسعته بالحصول على مقر اصلح للعمل وفتح أسواق جديدة. وكان وباء كورونا قد اثر بشكل كبير على الانتاج وتسويقه لمدة عامين تقريبا لكن طموحنا اكبر في مسايرة الوضع حسب تصريحه.
وفيما يسعون لتحقيق طموحهم تستمر النسوة في تحضير وتعليب محصول الكينوا ليكون جاهزة للخروج للأسواق في ابهى حلة وبجودة مضمونة ومرخص من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية المنتوجات الغذائية حسب تعبيره.

واوضح محمد إبراهيمي صاحب ضيعة نموذجية تنتج هذا النوع الجديد من الحبوب الطبيعية، حبوب الكينوا النباتية، على ان لها فوائد كثيرة على صحة الإنسان، نظرا لما تحتويه من فيتامينات وأملاح معدنية؛ ويرجع أصل “الكينوا” إلى جبال الأنديز بأمريكا الجنوبية؛ وتعد بوليفيا والاكوادور والبيرو من أكثر الدول المنتجة والمصدرة للكينوا، التي يطلق عليها بهذه البلدان “ذهب شعب امريكا الجنوبية، وأم الحبوب وحبوب المستقبل”.

و اعرب محمد ابراهيمي عن اعتزازه واقتناعه بهذا المشروع المدر للدخل على مستوى المغرب، فعلى اعتبار أن بذور الكينوا تزرع مثل سائر الحبوب الأخرى النباتية الغذائية، فقد قام بصفته فلاحا بزاوية سيدي المكي بإقليم برشيد بأول تجربة على الصعيد الإقليمي في زراعة  هذا  النوع من الحبوب  البديلة منذ سنة 2013؛

واستطاع إنتاج الكينوا الممتازة التي لا تتوفر على نسبة كبيرة من الجلوتين التي تسبب الاكتئاب والتعب؛ وشرع في بيع الكينوا كمادة خام للتعاونيات والجمعيات؛ كما طور عدة انواع من الكينوا مع شركة بدبي.

واضاف محمد ابراهيمي في نفس الإطار نحن في طور إعداد انواع جديدة مع مؤسسة البحث الزراعي محمد السادس بالرحامنة؛ وكذلك مع المختبر المختص بالمكتب الشريف للفوسفاط. ومن مميزات زراعة الكينوا أن زراعتها تتم مرتين في السنة؛ بورية في شهر يناير وسقوية في شهر ماي”.

وكشف  الإبراهيمي بأنه قد يصل منتوجها إلى 40 قنطار في الهكتار؛ كما أن سعرها غال بالمقارنة مع أسعار الحبوب العادية، وتنتشر زراعتها تدريجيا بالمنطقة، بل وعلى الصعيد الوطني ككل، بالاعتماد على حملة الدعاية والتحسيس لها كزراعة بديلة، والتي نصنع بها الخبز والكسكس، والحلويأت والعجائن، بل وحتى “صايكوك والحسوة  ”
واضاف ان تسويق هذا المنتوج شمل اغلب مناطق المملكة الشريفة.
وجدد شكره أخيرا للمسؤول الترابي لعمالة اقليم برشيد على مجهوداته الموصولة في دعم الاوراش وتشجيع المبادرات وخلق فرص الشغل باحداث المقاولات وتشجيع الاستثمارات وخلق التعاونيات والجمعيات وتحفيز الفلاحين والمزارعين ودعم الأبحاث والابتكارات في خدمة الوطن والمواطنين. مع دعمه لاقامة معارض للتعريف بالمنتوجات الفلاحية كما دعا محمد ابراهيمي الوزارة الوصية بالقطاع ان تمنح علامة ترخيص” بيو “لهذا المنتوج.

و تشير بعض الدراسات إلى أن الكينوا أكثر فائدة من الناحية الاقتصادية من بعض الحبوب التقليدية. على سبيل المثال، تدر الكينوا أرباحًا أعلى بكثير من أرباح الشعير والقمح عندما تزرع في نفس الظروف (السيناريو البعلي والالي)

حققت أصناف الكينوا التي أدخلها المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) في بعض الاقاليم بالمغرب، أداءً أفضل في الظروف المحلية مقارنة بالأصناف المحلية التي يستخدمها المزارعون، وذلك وفقًا لدراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) بالمغرب؛ ومعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة (IAV) بالمغرب؛ وجامعة (McGill University) بكندا.
وذلك بهدف إنتاج الكينوا في المغرب من أجل تحديد التدخلات الممكنة لتحسين سلاسل القيمة.

وتؤكد الدراسة التي نُشرت في دورية Plants أيضًا على أن استخدام الري والتعديل العضوي يساعدان على زيادة الغلة مرتين وثلاث مرات على التوالي مقارنة بالظروف البعلية.
ووفقًا للدراسة، يقلل التنظيف الآلي من مادة الصابونين، وهو عنصر يعطي الكينوا طعمًا مرًا، بنسبة 68 في المئة مقارنة بنسبة 57 في المئة عند استخدام التنظيف والغسيل التقليدي.

يشير إلى أن “الإنتاج الزراعي في بعض الاقاليم المغربية يواجه تحديات مختلفة، بما في ذلك الجفاف والملوحة. لذلك يمثل إدخال المحاصيل المقاومة للمناخ مثل الكينوا خيارًا مستدامًا لتحسين دخل المزارعين والتغذية والأمن الغذائي. ومع ذلك، يذهب جزء كبير من تكلفة إنتاج الكينوا إلى إدارة ما بعد الحصاد، بما في ذلك إزالة الصابونين آليًا. وفي معظم الحالات، يتم التنظيف يدويًا مما يزيد التكلفة دون خفض محتوى الصابونين إلى الحد المقبول. لذلك، هناك حاجة ماسة إلى زيادة برامج البحوث والتنمية لمواجهة هذا التحدي، ويمكن أن يكون أحد الحلول تطوير وإدخال أدوات آلية منخفضة التكلفة لمعالجة البذور جنبًا إلى جنب مع معدات الري والمحسنات العضوية”.

ففي إطار المشروع، بدأت العديد من جمعيات المزارعين المغاربة في إنتاج منتجات ذات قيمة مضافة تعتمد على الكينوا مثل الكسكس. علاوة على ذلك، تم اعتماد خمسة أنواع وراثية من الكينوا من إكبا كأصناف من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية وتمت الموافقة عليها للزراعة التجارية.

يمول المشروع المركز الكندي لأبحاث التنمية الدولية (IDRC/CRDI)، وينفذه إكبا بالتعاون مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، ووزارة الزراعة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في المغرب.