سعيد عقادي.
الكثير منكم يا عشاق الكرة قد استمتع بفنيات اللاعب الارجنتيني كارلوس البرتو تيفيز بين صفوف بوكاجنيور و كورينتيانز و وست هام و مانشيستر يونايتد و جوفنتوس و شانغاي غريلاند . و أيضا ، و هو حامل للقميص الوطني الأرجنتيني للدوليين الاقل من 17 عاما و الاقل من 23 عاما و بمنتخب الكبار من 2004 إلى 2015 ..
و لا شك أن محبيه تمتعوا ايضا بتالقه و هو بطل الارجنتين مع بوكاجنيور ، و بطل كوبا مع ليبردوريس ، و بطل كأس العالم للاندية ، و كأفضل لاعب في البرازيل خلال فترة معينة ، و في أميركا الجنوبية لثلاثة أعوام متتالية..
كل هذه الإنجازات و كل هذه النجومية لهذه الموهبة التي نبتت و سطعت وسط مدينة فويرتي أباتشي الارجنتينية، مدينة العنف و المخدرات و الاجرام نتيجة الفقر و الحاجة . قلت كل ذلك التألق ، قد ننساه و قد لا نتذكره الا في مناسبات نادرة . لكن ، بكل صدق و تاكيد ما لا ننساه و لن ينساه التاريخ لكارلوس تيفيز هما حدثان سيبقيان موشومين في الذاكرة ، خالدين في عالم الأخلاق و المعاملة .
أولهما ، الطريقة التي انقذ بها والده سيغوندو رايموندو تيفيز من يد المختطفين بمنطقة مورون ببيونيس آرس و دفعه لمبلغ 30 الف دولار.
و ثانيهما ، انه في أول وهلة حصل فيها على راتب مهم مع انتقاله إلى نادي كورينتيانز البرازيلي اشترى 10 منازل و دعى اعمامه و خالته إلى حفل شواء في بيته . و أثناء هذا الإجتماع العائلي البهيج فاجئ كلا منهم بمفاتيح منزله الجديد مع مساعدات مالية لكل منهم .
اية فلسلفة هاته ؟ و اية انسانية و اي أخلاق و اية معاملة واي عز و سؤدد و قمة في النبل و في سمو الروح يا كرلوس …..؟.. من أين لك هذا وانت لم تدرس بالكلية التي راسها سيد الأنام محمد عليه السلام ؟.. معاملات لم نسمع عنها و نقرأها و لم نقف على كنهها الا في زمان السلف الصالح ، زمن أولئك الاتقياء الذين ارتووا من منبع ديننا الإسلامي الحنيف ..
حفظك الله يا كارلوس و سدد خطاك .. قرأت عنك.. تفرجت في الكثير من مبارياتك .. تذوقت معاملتك مع اعمامك و خالتك سيما و انني اعيش في مجتمع كلما تقدم فيه امرء و تقلد مهمة او مسؤولية الا و هاجر عائلته و قطع الصلة بينهم و كأنه سيخلد او وصل إلى قمم لن تفنى و لن تزول .
لاحبائي القراء أضيف أن كارلوس تيفيز مباشرة بعد عمله يلتحق ببيته و يدعو عائلته للجلوس معه و كان دائما يقول : ” وقت عائلتي هو وقتي المقدس”. و اسفد يا من هو غافل.
