الرئيسية رياضة عندما تفرح جماهير رياضية لخسارة منتخب الكرة و تتمنى كبوته.

عندما تفرح جماهير رياضية لخسارة منتخب الكرة و تتمنى كبوته.

15 فبراير 2022 - 6:11
مشاركة

سعيد عقادي.

فكرت رغم انشغالاتي هذه الأيام في اسطنبول الا اضيع الفرصة دون أن اتطرق إلى بعض النقط التي تبدو لي هامة ، مواضيع تمر خلال الأزمة الأخيرة للهفوات التسييرية للمنتخب المغربي لكرة القدم ليس كمر السحاب فقط ، وانما كومضة برق .. ومضة سريعة خاطفة .. ومضة انظر اليها من زاويتي انها هامة ، و القليل من يستوعبها ولا يتطرق إلى طرحها . بل و ان الكثيرين لا يحسون بثقلها و لا بتأثيرها و لا بنموها السريع كظاهرة مخيفة مزعجة قد يعقبها ما لا نرضاه لأنفسنا جميعا .
.. كنا يوم العز و النخوة يوم عشق الكرة .. يوم كنا نتوفر على منتخب من المستوى الرفيع تسييرا و أداء و نتيجة و فرجة ، ننتظر مبارياته على أحر من الجمر .. نحسب الايام و الساعات و الدقائق عن بداية لقاءاته .. نلج ستادونور منذ الثامنة صباحا من يوم المباراة و المنتخب قد لا يلعب مباراته الا مساء نفس اليوم .
.. الكل متحمس .. الكل نشيط و سعيد .. كان الجمهور المغربي يأتي من شرق المغرب و شماله و جنوبه و غربه لمشاهدة المنتخب  و التمتع بمباراته..
كم من مرة سجلنا أن الجماهير باتت ليلة المباراة جوار مركب محمد الخامس غير حافلة لا ببرد و لا بحرارة ، لا بظمإ و بجوع او بإرهاق و تعب .. الجميع يهتف مغرب مغرب مغرب..
اهاجيج و نشاط و حركية جوار الملعب لا تهدأ و لا تخف قبل المباراة . و بعدها ، يمكن أن نؤكد على أنه في ذلك الزمن الذهبي كان الكل يغادر الملعب نحو وجهته الخاصة في اتزان محبوب ، و في هدوء تام ، دون فوضى او شغب.
… اليوم ما بدأت اسجله بحسرة و اسف و حزن ، ان من المغاربة و من الجماهير الرياضية العاشقة للكرة و للمنتخب المغربي لم تعد تحفل بأخباره و لا بمبارياته، و لا تبذل اي جهد للتنقل إلى الملعب وتتبع نزالاته . بل و ان الموجع المؤلم ان نسبة هامة من المغاربة أصبحوا اليوم يفرحون لانهزام منتخبنا و يتمنون اخفاقه و كبوته و هذا بيت القصيد.
… الأسباب معروفة ، يبقى أهمها بغض النظر عن غياب الفرجة و غلاء التذكرة … ان منتخبنا و في بلادنا أصبحت تسند فيه مهمة التدريب لمدرب اجنبي فاشل .. مدرب بعيد .. مدرب غير ملم بجميع أصول علوم التدريب .. يختار من اللاعبين من شاء و لو انهم غير مؤهلين ، و يبعد من أراد حسب نزواته و أفكاره و لو اجمعت على حضورهم الأمة بأكملها كما هو الشأن اليوم بزياش و مزراوي رغم انهما اعتذرا عن أخطائهما و التزما .
ما يؤلم أيضا في هذه النازلة ، انه لا من يحاسب و يردع او يقوم و يوجه ..
.. الواقع معاش و ملموس ، و يبقى التساؤل هل من حق هذه الفئة من الجمهور المغربي ان تتمادى في متمنياتها خسارة المنتخب المغربي في مبارياته و تسعد بها  ضدا في المدرب و في المسؤولين بالجامعة ، سيما و أنهم يحسبون ان الخسارة هي أساس التغيير و انقلاب حال التبذير و إسراف الملايير ، التي تهدر هباء في غياب نتائج لا هي بالمقنعة و لا بالمرضية ؟.