سعيد عقادي.
بكل صدق و صراحة اخبركم انني و ممن هم من جيلي أصبحنا ندرك غاية الإدراك اننا نسبح في هذا الزمان ضد تيار مدمر .. تيار إن واصلنا السباحة ضده ، بكل تأكيد مآلنا لن يبشر بالخير ، و لن نجني في نهايته الا المآسي و الهلاك و الفناء . ليبقى لنا خياران اثنان مران لا ثالث لهما. إما أن نعوم في اتجاهه و مجراه و هذا ايضا لا نقوى عليه لأننا لا نتقن سباحته و فنونها التي لم نتربى عليها.. عوم يستوجب و يفرض التمسك بالرذيلة مع اتقان النفاق و الكذب و المراوغات وفقدان الضمير . او نسلك مسلكا آخر ، ننسحب.. نبتعد .. نلزم بيوتنا.. نفرغ اذهاننا من كل ما يجري حولنا ، حتى و لو كان تخصصنا . و هذا هو الزمن الذي أخبرنا به سيد النبيئين و المرسلين صل الله عليه و سلم فيما رواه أحمد و ابو داوود و الحاكم ، وصححه و وافقه الذهبي ، عن عبد الله بن عمر بن العاص قائلا :
بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة فقال : إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم ، و خفت اماناتهم ، و كانوا هكذا و شبك بين اصبعيه ، قال : فقمت إليه و قلت : كيف افعل عند ذلك جعلني الله فداك ؟. قال : الزم بيتك، و املك عليك لسانك، و خذ بما تعرف ، و دع ما تنكر، و عليك بأمر خاصة نفسك ، و دع عنك أمر العامة.
تحركت في هذه المشاعر وانا اتتبع الأحداث و مختلف الأنباء هذه الايام . ففي الوقت الذي انتظر خلاله بعجل في ظل هذه الموجة الساخطة للجمهور المغربي على لقجع و خليلوزيتش ليتدخل المسؤولون عن الرياضة المغربية و خاصة منهم المسيرون لشؤون الكرة بالبلاد من أجل انتقاء مدرب نموذجي للنخبة الوطنية .. مدرب مثالي.. مدرب كفء ينسينا هفوات رئيس الجامعة و ضعف و عناد و غرور مدربها وحيد الوحيد في أفكاره و صلابة قراراته. تتوارد علي اخبار من هنا و هناك لم تزدني في الحقيقة الا وجعا و مرارة .. أخبار منها من يطبل بقوة لاسماء بعيدة كل البعد لتسند إليها مهمة تدريب فريق كبير بامجاده و تاريخه و إمكاناته و لاعبيه الذي هو منتخب المغرب ، و لن أشير هنا أو اذكر اسما من هؤلاء الذين يشهرون بهم و يقترحونهم في خرجاتهم و تدويناتهم و اجتماعاتهم و جلساتهم حتى لا ادخل في صراعات كم انا غني عنها اليوم قبل الامس .. لكن بالنسبة لواحد من هؤلاء لن و لن اغض الطرف عنه و لن الزم الصمت في حقه و في حق من يلوحون بعلمه و يهتفون باسمه .. مدرب هاج له الذباب الإلكتروني و نظموا له حملة واسعة للظفر بهذه المهمة.. مدرب اصعق عندما يتولى تدريب نادي مغربي كبير . و لست ادري و الله هل سابقى واقفا على رجلي ان تمكن من اختياره لتدريب منتخبنا المغربي و هذا ليس بالمستحيل و لا بالغريب مادمنا نعيش زمان البؤس و الاعوجاج و ضرب الاخماس بالأساس في وقت أيضا كثير ما تسند فيه المهام الا لغير أهلها . المدرب هو التونسي فوزي البرزنتي .
أؤكد انه لا احد ينكر تالقه كلاعب و ما اعطاه كمدرب في مناسبات خلت . لكن ما يجب أن يدركه المتتبعون اليوم ان سي البرزنتي هرم .. لم يعد يقوى على الإبداع و على التفنن و العطاء في ميدان التدريب .. مسؤولية تشعبت علومها و تطورت و يوم عن يوم يجب مواكبة مستجداتها . إضافة إلى أن مستوى تسيير و تدريب منتخب المغرب مستوى راق ليس في متناول من كان .
