سعيد عقادي.
مباراة الوداد و الزمالك الأخيرة ، كانت بحق مليئة بالدروس و بالعبر ، و يا ليت المعنيين و المستهدفين يعتبروا و يستفيدوا من احداثها الهادفة البليغة !؟.
لن احاول هنا الإحاطة بها جميعها لان مجال الحديث سيطول .. نعم . لن احلل لكم لا فوز الوداد و لا نشوة و فرحة الجمهور بفتح الملاعب . و لن احدثكم عن عظمة و جدية الأمن المغربي و السلطات الذين حكموا التسيير و السيطرة على التنظيم لان هذا عهدناه ، و خلال ذلك اليوم تتبعت مراحله شخصيا منذ الصباح الباكر إلى أن غادر الجميع الملعب وكان بكل صدق تنظيما مرتبا ، مدروسا و ناجحا موفقا ….
ما شد انتباهي خلال هذا الحدث و وددت ان اركز عليه ، ثلاث و مضات لها دلالات قوية و دروسها يجب أن تدون بمداد من ذهب و فخر .
اولاهن : سمو الجمهور البيضاوي و روحه الرياضية و تضحياته الجبارة ، و هدوؤه و طريقة تشجيعه و تنظيمه لا داخل الملعب أو خارجه.
و ثقوا بي ان أكدت بان الجمهور البيضاوي هو من قاد أطوار المباراة و جعلها تعرف كل ذلك الحماس ، و بفضله قدم نادي الوداد ذلك المستوى الجيد و حقق ذلك الإنتصار التاريخي البين.
ثانيا : تركيز الجمهور الحاضر على خليلوزيتش الذي كان يتتبع المباراة على مدرجات الملعب ، و طالبه من أعماق قلبه و بأعلى صوته بعودة زياش للمنتخب . و هذا دليل اخر على نضج الجمهور المغربي و علو تفهمه لشأن الكرة ، و إجماعه على ضرورة المناداة على زياش ، لان زياش مؤهل ، و مكانته مستحقة في المنتخب لا غير .
و ما دمنا مع خليلوزيتش ، فالمناسبة أكدت أيضا له ، و ذلك بالواضح و المكشوف ، بأن الوداد تمكن بمدربه المغربي و بلاعبيه المحليين من قهر الزمالك و بين صفوفه اولائك الستة لاعبين الرسميين بمنتخب مصر الذين هزمونا بالكامرون رغم اننا نازلناهم هناك بلاعبينا المحترفين العالميين مع إهدارنا للملايين و الملايين ، لتطرح عدة تساؤلات و تبقى عالقة .
ثالثا : .. هي نقطة لو تعمقت في تفصيل و تحليل دلالاتها ما توقفت.. نقطة لم تفض الكأس فحسب ، و إنما افاضت البئر و الوادي و ما شابه .. تاملت في معانيها و في مغازيها فتاثرت و استفدت . و بكل اقتضاب ليس لي إلا أن أتوجه إلى بطلها العملاق ، الأستاذ الشامخ ، المسؤول الناضج ، الرئيس النموذجي، السيد مرتضى منصور رئيس الزمالك.. أتوجه إليه بتحياتي و بتقديري و بعبارات ودي و احترامي له .. ليس فقط لأنني اعرف شموخه كقاضي و محامي و سياسي و شخصية إعلامية و نائب برلماني محنك ، و أدرك ما اسداه لفريقه و للكرة المصرية و العربية من خدمات جليلة مدونة في التاريخ . و إنما هذه المرة ، لما تميز به من اصداره لقرارات فورية شجاعة و مسؤولة ، هادفة و حكيمة و متزنة . بالطبع في حق لاعبيه و مدرب فريقه و مجموعة من أعضاء فريقه بسبب أخطاء ارتكبوها و سلوكات لم يرض عنها ، وذلك مباشرة بعد نهاية اللقاء .
.. فاي مسؤول هذا ، و اية شخصية هاته ، و اية كفاءة و حزم و جرأة و شعور بالمسؤولية..!!
اقول لكم من الاخير ، لمثل هؤلاء نفتقد . و بسبب فقداننا لهذه الطينة من المسؤولين ، رياضتنا فقدت إشعاعها و تراجعت .
فتحياتي إليك السيد مرتضى منصور .. كثر له من امثالك.. و الآن اوضحت لي سر و سبب تالق الزمالك .
