الرئيسية دولية عبر العالم..الأزمة تمتد من كورونا إلى أوكرانيا

عبر العالم..الأزمة تمتد من كورونا إلى أوكرانيا

1 مارس 2022 - 17:56
مشاركة

محمد وردي من سطات// الوطن العربي 

يعيش العالم اليوم وضعا غير مألوف لم يشهده من قبل جراء وباء كورونا إضافة إلى اندلاع الحرب في اوكرانيا ضد روسيا .إذ يعد هذا الوضع استثنائيا وسيشكل لامحالة منعطفا كبيرا على جميع الدول ليس لخطورته فحسب على حياة البشر وصحته بل كذلك لتبعاته الخطيرة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي والبيئي التي اثرت بشكل مباشر على جميع المعاملات الدولية.

هذا وان العالم مازال على وقع صدمة وباء كورونا المستجد ولم يستشف بعد بالكامل من وقعها الكارثي حيث فرض تفشي الوباء على جميع دول العالم اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير الاحترازية مما انعكس سلبا على الاقتصاد العالمي و عطل خدمات مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وكذا قطاعات المال والأعمال والطيران والنقل والسياحة وغيرها حيث كبدت العالم خسائر فادحة.

وفي ظل عدم تعاف الاقتصاد الدولي من تداعيات كورونا إلى ان تفجرت الحرب في اوكرانيا مع روسيا وما لها من انعكاسات اقتصادية وسياسية وجيوستراتيجية قد تكون مهولة في ظل الاعتماد الأوروبي على ازيد من 40 % من حاجياته من الطاقة الروسية وفي ظل كذلك اعتبار أوكرانيا و روسيا سلة للقمح العالمي .وكل هذا يبين الى انه قد تكون موجة من ارتفاع الأسعار على مستوى المحروقات وكذلك ارتفاع الأسعار فيما يتعلق بالقمح .

أكثر من ذلك فالعقوبات التي من شأنها ان تسلط على عدد من المؤسسات والبنوك الروسية بما فيها البنك المركزي ستؤدي لامحالة الى تبعات فيما يتعلق بخسائر الاقتصاد الروسي وكذلك فيما يتعلق بقيمة الروبل . إذن هي خسائر مهمة جدا خصوصا من الجانب الروسي.
اكثر من ذلك فالجانب الأوروبي ستمتد إليه هذه العقوبات في ظل ارتباط الأسواق الأوروبية بالمنتوجات الروسية اضافة الى التبعات الجيوستراتيجية المتمثلة في اعادة النظر في هيكلة المنتظم الدولي .

فبدل أن نتحدث عن نظام اوحادي القطب كما كان عسكريا ربما ستصبح امام نظام ثلاثي القطب مع روسيا وكذالك الصين . اكثر من ذلك ربما قد نشهد في الايام المقبلة تحالفات او محاور روسية صينية إيرانية وتحالف أمريكي أوروبي غير قادر على فرض سيطرته كما كان في السابق. كل هذا ربما سيعيد النظر في تبعاته وتأثيراته على النظام الدولي وحتى على الوضع الجويوستراتبجي في المنطقة الأوروبية .

لاننسى بان روسيا تحاول قدر الإمكان ارجاع نوع من هيبتها التي تتركز بشكل أساسي على تحييد المناطق التي سبق لحلف الشمال الاطلسي ان ضمها منذ سنة 1999 الى جانب الضغط حتى لاينفتح مستقبلا على أوكرانيا وكذلك على جورجيا ومولدوفيا وبيلاروسيا .اذن كل هذا من شأنه أن يعيد تشكيل النظام الدولي في أفق تعدد قطبي .

اما على الجبهة الميدانية والتهديدات العسكرية القتالية تحاول القوات الروسية محاصرة أوكرانيا وخصوصا مدينة كييف من الشمال ومن الشرق ومن الجنوب وكذلك من الجنوب الشرقي في خرق سافر للأعراف والمواثيق الدولية والقانون الدولي الإنساني .وبالرغم من هذا الحصار قرر الرئيس بوتين العمل على بدء العمل بالدرع النووي ووضعه على أهبة الاستعداد معنى هذا ان هناك مقاومة شديدة من القوات الاكرانية للزحف الروسي. كل ذلك في ظل محاولات أوروبية لمد المقاومة الأوكرانية بالسلاح وبداية سريان العقوبات الاقتصادية سواء تعلق الامر بالمجال الجوي او كذلك العمل المصرفي والعمل على تشديد الخناق على القوات الروسية والنظام من اجل العمل على دفعه للتفاوض في ظل تعاهدات امريكية الأوروبية بمزيد من السلاح ومزيد من الضغط على النظام الروسي.

اولا لابد من الاشارة الى ان الجانب الروسي يحاول قدر الإمكان الاستفادة من التخبط في السياسة الخارجية والمواقف الأوروبية التي هي منقسمة. بحيث هناك دول تدعو إلى تشديد العقوبات الاقتصادية وهناك دول تحاول قدر الإمكان البحث عن مخرج في ظل اعتمادها بشكل رئيسي على الامدادات من الغاز والنفط الروسي.
اكثر من ذلك ففي ظل عدم رغبة الولايات المتحدة بالتورط عسكريا في هذا النزاع

كل هذا يبين الى أي حد ان هناك انقساما أوروبيا وأمريكيا فيما يتعلق بالتعاطي مع هذه الأزمة وكل هذا أظن بان النظام الروسي استغله من اجل المزيد من احكام السيطرة على أوكرانيا من اجل تحييدها في أفق مفاوضات مقبلة لا مع الجانب الاكراني ولا كذلك مع الجانب الأمريكي والأوروبي .

وفي جانب آخر قال الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش بان الهجوم العسكري الروسي خطأ مخالف لميثاق الامم المتحدة ودعا إلى وقف العملية العسكرية ضد أوكرانيا والعودة إلى الديبلوماسية والحوار .وأضاف نحن نعرف الخسائر التي قد تنجم عن الحرب.

كما ان الهجوم العسكري الروسي مستمر على أوكرانيا وانه يتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية في انتهاك حرمة دولة جارة وارتكاب ضدها جرائم حرب دموية . هذا ويجب على دول الأعضاء الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
ودعا الامين العام إلى وقف فوري لإطلاق النار وتهدئة التوترات وعودة حازمة الى الدبلوماسية والحوار .واشار الى ان وصول المساعدات الإنسانية آمن ودون عوائق وتمثل أولوية قصوى وحاجة آنية .
كما ان صور الخوف والالم والرعب تطال كل ركن من اركان أوكرانيا مع ارتفاع معدل الوفيات مشيرا الى ان الناس الابرياء يدفعون دائما الثمن الباهض .هذا هو السبب في ان الامم المتحدة تعمل على توسيع نطاق عملياتها الإنسانية في اوكرانيا وحولها.
يجب على جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة وخارجها منح الاولوية للسلام والاستقرار الاقليميين في صالح السلم الدولي والمساهمة في الامن العالمي.