سعيد عقادي.
كثير من الرجال الاخيار ، و العديد من الوطنيين الاحرار و المناضلين الافذاذ لم ينصفهم مجتمعنا .. ضحوا بوقتهم و مالهم و صحتهم و لم يستفيدوا بقدر ما افادوا .. تقاعدوا و ابتعدوا و لا احد يسأل عنهم ، فما بالك ان يتفقدوا أحوالهم او يسعوا إلى تقديم خدمة او مساعدة لهم ، و هذه علامة من علامات آخر الزمان حفظنا الله و اياكم من شره و فتنه . اذ لا رحمة و لا شفقة و لا اعتراف و لا انصاف و لا لمن تشكي او تحكي من البشر .
ٍ.. بحكم تجربتي في هذه الحياة اعرف من هؤلاء الكثيرين و الكثيرين و في كل المجالات و القطاعات .. ٍ.. كثر . لان الرذيلة من سيطر و العياذ بالله .
في هذه المناسبة ، لن أطيل و سأقف على نموذج واحد في عالم الصحافة ، هو الصحافي الكبير بتاريخه و بإنجازاته و تضحياته في عالم التصوير سي احمد الخياط.
… فسي الخياط كلما جالسته او تذكرته الا و تذكرت ذلك الجيل الرائع من الصحافيين الكبار المتخلقين، الذين اعطوا الكثير و الكثير و غادروا في صمت .. منهم من رحل و ياليت لم تعرفوا كيف ودع !!… اية مآسي و اية ظروف يا حتى أصحاب القلب الفظ الغليض ..!!
.. اتذكر من هؤلاء العمالقة، السادة : المرحوم كنز و عبد الرحمان و الصديق و كدار و كنتول… اللائحة طويلة ولن امر دون ذكر اخينا منبي وما أدراك ما منبي المرمي اليوم في بيته و قد قطعت رجله بسبب السكري اللعين و لا من يسأل او يرفع المعنويات و ما الرزاق الا ذو القوة المتين .
اتذكر هنودة و… و… و…. و العديد ، و ارجع بكم إلى سي احمد الخياط و تتبعوا معي من فضلكم حتى الأخير لتعرفوا من هو سي احمد و كيف انتهى به السير رغم ما اعطى و وفى و يا له من عجب .
ٍ.. فسي الخياط ممن خدم كل الرياضات و ساهم في تثبيت و إشعاع العديد من الجرائد المغربية. معروف عنه انه كان الصحافي المغربي رقم واحد المتخصص في التنس المغربي ..
من 1968 و هو متتبع لشأن هذا النوع الرياضي .. الوحيد الذي تتبع عن كثب جميع أطوار دوريات المرحوم الحسن الثاني في التنس منذ اول دورة له عام 1984 و التقط لها صورا لا توجد لا في سجل و لا في إثر . و دوري الأميرة الجليلة للا مريم منذ بدايته عام 2001 …
.. الصحافي المصور المغربي الوحيد الذي حضر رولان غاروس ، و كأس ديفيس و ولمبدن بانجلترا و الألعاب الاولمبية و دوري روما…و كل الدوريات الدولية المقامة بالمغرب ايام النخوة و العز و التنس ، و كذا البطولات المحلية.. و بكل صدق ، حضر هذا و ذاك و غيرها من التظاهرات دون ملل او كلل .
.. رغم خدمة سي الخياط الخدمة النموذجية للرياضة المغربية و للصحافة الوطنية و للتنس المغربي ، ثقوا بي انه خرج خاوي الوفاض ، دون تقاعد أو معاش ، و لم يتم تخصيصه و لو بتكريم بسيط من أجل التذكير و تثبيت الاعتراف و رد الجميل ..
ٍ.. و سي الخياط الآن على مشارف عقده السابع و قد وهن العظم و شاب الرأس واشتد الظرف و المقام ، ها هي الجامعة الملكية المغربية عوض ان تجازيه على ذلك التاريخ المشرف و تلك الخدمات المتميزة توقف ابنه الإطار، ابنه المدرب المحترم هشام بسبب انه صرح لإحدى الجرائد المغربية أن التنس المغربي خارج السكة. و حقا لم يصرح الا بالواقع الذي هو الآن عليه التنس المغربي . اصدرت الجامعة ذلك الحكم الجائر على هشام و هي تعلم أن هشام كفء و التنس المغربي في أشد الحاجة لمؤهلاته و هو من درب بايطاليا و إنجلترا و فضل الإقامة بالمغرب عن الخارج .
.. ان كنا نفتقد الى ثقافة الاعتراف ، و بدأنا نتراجع بشكل فظيع في أخلاقنا و معاملاتنا الإنسانية إلى الحضيض ، ندرك و نؤمن ايضا بأن الله عز وجل لا يضيع اجر من أحسن عملا، و الحمد لله الاولاد الثلاث لسي احمد ، جميعهم مدربون مقتدرون يعترف بهم في الخارج .. هشام الذي درب كما قلت و تكون بايطاليا و إنجلترا.
.. رضوان يشتغل بادارة تقنية للتنس بايطاليا و الموسم القادم سيحل ان شاء الله بمالطا ليدرب فريقا بعد عقد جمع الطرفين .
أما خالد فبدوره مدربا بباريز و المستقبل ان شاء الله واعد . فتدبروا لتعلموا أين نحن اليوم ؟.. لن اعيب زماننا و العيب فينا و ما لزماننا عيب سوانا.
