سعيد عقادي .
و اخيرا بعد ان اعلن وحيد “وحيد زمانه ” اللائحة النهائية للمنتخب المغربي الذي سينازل الكونغو الديموقراطية برسم التاهيل لنهائيات كاس العالم المقبلة بقطر 2022 ، يمكنني ان اتدخل الآن بكل اريحة و باطمئنان لادلي برأيي الصادق المقرون بالمصداقية و الصراحة ، و ذلك حسب ما يمليه علي ضميري ، دون تملق او سعي لنفع او مصلحة و اللائحة النهائية الآن هي بين يدي ، اعرف من خلالها من غاب ، او غيب برفع الغين ، و من سيحضر .
..في الحقيقة ، اعود اليكم اعزائي ، الذين ظلوا يسالونني عن رأيي المتواضع حول توجيه الدعوة لزياش و المزراوي في المشاركة ضد الكونغو و عن رد الاثنين المخيب لآمال و رغبة الجماهير المغربية ، لاقول لهم انني كم فكرت في الموضوع ، و دبرت و تاملت . و في الاخير قررت أن اتحفظ ، و اتريث و انتظر ، مفضلا الا اتسرع في الخروج للاعلان عن رأيي في هذه النازلة . لانني كنت انتظر فرجا باستعمال المفتاح الوحيد و الاخير لعودة زياش و بالتالي المزراوي الذي هو تدخل والدة زياش التي كانت السبب الاول و الاساسي في حمله للقميص الوطني المغربي . لكن مع الاسف ، هذه المرة لم تفلح او ربما لم يتصل بها احد من اجل التدخل فغلب رأي زياش و من همس له و شجعه على اتخاذ هذا القرار .
على اي ، رفض اللاعبان الحضور .. رفضا معا ان يلعبا مع منتخب يسيره لقجع و يدربه خليلوزيتش ، و هما لا يدركان بان لقجع و خليلوزيتش ما هما الا مؤقتان .. رحيلهما آت عاجلا ام آجلا ، و التاريخ هو من يبقى خالدا ، دوما في خطه المستقيم ، و ما العاقبة الا للوطنيين ..
.. ما صدر منهما اعتبره خطأ فادحا و ذنبا عظيما .
.. كان عليهما ان يدركا بان المناسبة وطنية و ليست مناسبة لقجع او خليلوزيتش او عمر او زيد .. و ان الفريق الوطني المغربي هو للجميع ، فوق الجميع ، و لا احد يعلو فوق هذا الوطن العزيز .
.. وانا اؤكد و اكرر .. هذه القضية قضية وطنية و لا احد عليه ان يمتنع عن خدمة وطنه ان كان هذا الأخير في حاجة لتضحياته ..
نعم ، واجب في العرف و في الشرع و في كل القوانين الأرضية و السماوية على اي مواطن بان يضحى بالمال و بالروح ، و بالغالي و بالنفيس من اجل بلده ، و زياش و المزراوي امتنعا عن تقديم مساعدة للعب مدة 45 دقيقة لاغير .
.. القرار طائش و غير مقبول ، و العذر مفقود و لا حجة لتبرير هذا الغياب المتعمد ..
.. كنت في الكثير من الاحداث مع زياش و المزراوي .. كنت ممن دافع عنهما و انا وجها لوجه مع خليلوزيتش ..دافعت عنهما بكل ثقة في النفس ، غير متملق و لا ساع لتقرب او جلب خاطر من الخواطر و انا واثق من انني كنت على الحق المبين .. دافعت و دافعت و دافعت ويعلم الله كم جنيت من الم و سخط البعض علي و انا أدافع عنهما . لكن اليوم ، و في هذه المرة بالخصوص اؤكد بصراحة مهما اختلفت دوما مع لقجع و خليلوزيتش على انني اجد نفسي في تيار معاكس للاعبين الكبيرين اللذين نفتخر بقيمتهما الكروية .. غير متفق بتاتا معهما فيما اختاراه من قرار سيندمان عليه طيلة حياتهما لانهما لم يخذلا الجمهور المغربي فحسب هذه المرة مادام هذا الاخير قد ينسى ، يعفو و يصفح . لكنهما خذلا الوطن وهذا افظع و اعسر ، و الأشد مضاضة ان هذا القرار سيدوم ، سيستمر منقوشا ، على صفحات التاريخ سيبقى خالدا .
… و انا اتامل ايضا في هذه اللائحة ، اؤكد على انني بقدر ما سررت للمناداة على اللاعب جبران ، لاعب نادي الوداد الرياضي الذي يعتبره الخبراء و المتخصصون احسن خلف للمرابط في وسط الميدان ، تاسفت لعدم المناداة على رحيمي ..رحيمي اللاعب الشاب السريع الذي يحسن المغامرة و اختراق اي دفاع ، و ضروري تواجده ضمن التشكيلة الوطنية الحالية في هذه المحطة الفاصلة .. محطة اتمنى ان ننسى خلالها كل المشاداة الكلامية و الانتقادات و الصراعات و الخلافات ، نقف طيلتها جميعا وقفة رجل واحد لانها قضية وطنية و مصيرية .. نشجع .. نحرص على الأمن و الأمان خلال اللقاء ..لا للعنف .. لا للشغب .و التقييم و المحاسبة بعد التاهيل المنتظر لقطر ان شاء الله تعالى .
