الرئيسية أمن و عدالة مهام جليلة وتحديات صعبة عنوان للعمل الانساني لرجال ونساء الامن الوطني بالمملكة الشريفة وحادث عثمان كواقعة ريان تستخلص منها الدروس

مهام جليلة وتحديات صعبة عنوان للعمل الانساني لرجال ونساء الامن الوطني بالمملكة الشريفة وحادث عثمان كواقعة ريان تستخلص منها الدروس

5 مايو 2022 - 17:16
مشاركة

محمد وردي من سطات// الوطن العربي 

رهان صعب ينتظر عمل الشرطة بالشارع العام في الأمد القريب ،
لايختلف اثنان في كون الظرفية الحالية التي تمر منها بلادنا على مستوى المنظومة الأمنية .
فقد اهتزت بشكل جذري وتعرف نمطية قد لاتتساير مع نسبة الجريمة في ظل غياب غطاء من جميع المستويات خاصة الطابع الجمعوي الذي غاب كليا عن المشهد الاخير والذي ارخى بظلاله على شريحة كبيرة من العناصر الأمنية التي كانت لاتذخر جهدا دون انقطاع في تقديم الخدمات الأمنية على مدار الساعة حبا للوطن بالدرجة الأولى وفي السياق ذاته تعكس هذه الحادثة مرحلة انتقالية جديدة تغير المنظومة بشكل ايجابي.

واثر هذا الحادث تم صدور بيان من مديرية الأمن الوطني لتنوير الرأي العام، رافقه إقرار قاضي التحقيق، إيداع الشرطي الدراج،  بالسجن المحلي عكاشة، في إطار تدبير الاعتقال الاحتياطي، ما ساهم بشكل ناجع في احتواء الغضب الشعبي لعائلة الضحية ونجح من خلاله جهاز الأمن في تطويق الحادثة.
وتجدر الاشارة الى ان الشرطي لا زال يحتفظ بقرينة براءته إلى حين إدانته من طرف القضاء.
هذا وان عناصر الضابطة القضائية المختصة لازالوا يعكفون حاليا على تفريغ مجموعة من المحتويات الرقمية انطلاقا من كاميرات للمراقبة ، بغرض الكشف عن الظروف الحقيقية لهذا الحادث، كما باشروا تحصيل إفادات العديد من الشهود من مستعملي الطريق ممن عاينوا وشاهدوا وقائع هذا الحادث، وكل هذه المعطيات واخرى سيتم استثمارها لفائدة البحث القضائي التي تشرف علية النيابة العامة المختصة.

هذا وقد تداولت مؤخرا عبر شبكات التواصل الاجتماعي بعض التدوينات غير مسؤولة ولا مقبولة من طرف ” اخطبوط الغفلة واستغلال الفرصة ” في مثل هكذا حالات وغيرها.هؤلاء يستغلون المأساة والاحداث واستثمارها في التشويش والتحريض وإشاعة الفتنة والظلامية ..انه حقا حقد الحاسدين ضد ابطال الواجب الوطني

الذين هم دوما وابدا في قلب المخاطر في كثير من الأماكن على اختلاف أحداثها الى جانب القوات العمومية يقومون بمهام جليلة وتحديات صعبة بغية ضمان امن وسلامة المواطنين وكذا الحفاظ على الممتلكات الخاصة والعمومية ومد العون لكل من يتعرض للخطر او تهديد اوماشابه الى ذلك.في التزام دقيق بأحكام القانون، وفي تقيد صارم واحترام حقوق وحريات الأشخاص والجماعات”.

مهمة اذن محفوفة بالكثير من البذل والتضحيات الجسام ونكران الذات..هو إذن عنوان لعمل إنساني يقوم به عشرات الالاف من رجال الأمن الوطني بالمملكة المغربية الشريفة بكل الاحترافية المطلوبة وفق التعليمات السامية الاستباقية لصاحب الجلالة والمهابة امير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله وايده القائد الأعلى ورئيس اركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية : رمز الامة وفخر الوطن وعزة شعبه بشعار مقدس دائم :
الله _الوطن_ الملك .

الحادث المؤلم رجحه الكثيرون بوقوعه حتما نظرا للسرعة الجنونية التي كان قد انطلق بها عثمان قيد حياته ممتطيا رفقة شابتين دراجة نارية بمحرك معدل للسرعة ممتنعا لامتثال أوامر رجل الامن ، كونه فضل الفرار موقعا حدا لحياته في حادثة سير خطيرة راح ضحيتها فورا فيما أصيبت مرافقتيه بجروح بليغة نقلتا على اثرها الى مستعجلات احدى مستشفيات العاصمة الاقتصادية قصد تلقي الاسعافات الاوليه والعلاجات الضرورية.

مجهودات جبارة لاساحل لها رغم الاكراهات المطروحة التي يواجهها العاملين بالجهاز الامني .لكن حبهم للمهنة وللوطن بصدق وامان يجعل منهم محطة فخر واعتزاز في المملكة المغربية الشريفة كما في باقي دول العالم. كونهم عيون ساهرة وآذان صاغية لكل طارئ .مجندون بكل تفان ومسؤولية وروح وطنية تجسيدا للاعراف والقيم الكونية للانسانية و الأخلاقية والمواطنة. وترسيخا لثقافة الاعتراف والتضامن والعمل المشترك المسؤول .هي إذن صفات حميدة وأعمال جليلة يتحلى بها اغلبية مكونات الجهاز الامني .

وعبد اللطيف الحموشي نموذجا مشهود له بالعطاء والالتزام والاستقامة والنزاهة والتجرد راكم تجربة وخبرة عالية بكل صدق وامانة في سلك الادارة الامنية عن مدة تفوق 20 سنة من حياته المهنية بكفاءة واخلاق نبيلة .يشتغل في صمت بتوجيهات ملكية سامية ،تكريسا لقيم الشفافية ضمن منهجية متكاملة قوامها تحسين ظروف الامنيين وحماية حقوقهم وعدم تبخيس مجهودات عملهم و قدراتهم ..وجب حقا التنويه بهم. والرفع من مستوياتهم ومعنوياتهم وإرجاع هيبتهم،
و السير قدما ، بالاستغلال الأمثل للمعلوميات ومواكبة التقدم الحاصل في هذا المجال في كل الشعب،
وكذا دعم وإنجاح الحلقات التكوينية الخاصة بالموظفين بهذا الجهاز.

مجهودات توجت بتوشيح المسؤول الامني عبد اللطيف الحموشي من طرف الجارتين الفرنسية والاسبانية ، تنضاف الى اعتراف أهم مسؤولي الدول الكبرى بتميز ونجاح النموذج الأمني المغربي – في مواجهة خطر الارهاب والتطرف والهجرة والمخدرات وغيرها من الجرائم-، خلال أهم اللقاءات والتظاهرات الدولية.
جعلت منه “الرجل المناسب في المكان المناسب”، ودفعت المواطنين بالشعور بالأمن والأمان والاستقرار .

واستهل الحموشي، مسيرته المهنية سنة 1993، كضابط شرطة ثم عميد، قبل أن يلتحق بصفوف المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني “الديستي”، ويتخصص في ملفات الخلايا المتطرفة خاصة بعد الاعتداءات الإرهابية التي ضربت فندق أطلس آسني بمدينةمراكش عام 1994، والهجات الارهابية بمدينة الدار البيضاء سنتي 2003 و 2007.

هذا وان إلمام الحموشي بالحركات الاسلامية، وتميزه في التعامل مع ملفات الخلايا الارهابية مكناه من الحصول

على أكثر المناصب الأمنية حساسية سنة 2007، ليصبح أصغر مدير عام لجهاز المخابرات الداخلية عن سن ال39 سنة.
ومكن نجاح الحموشي في مهمته الصعبة المثمتلة في ادارة “البسيج”، من الفوز بثقة عاهل البلاد والجمع بين منصبين أمنيين حساسيين في آن واحد، بعد تعيينه سنة 2015 كمدير عام للأمن الوطني.

شخصية امنية قوية تجمع بين الصرامة والكفاءة، في المقابل، يحرص الحموشي على الاشادة والتنويه بمجهودات رجال المديرية في كثير من المناسبات الذين تميزوا في عمليات أمنية معينة، أو رفضوا الرضوخ لاغراءات مادية وغيرها من قبل مشتبه فيهم في قضايا وتهم مختلفة.
و وضع استراتيجية ناجحة ومحكمة للنهوض بالجهاز وتنقيته من “بعض الخروقات” التي كانت عالقة به وتسيء إليه.
وحرص الحموشي على إعادة ثقة المواطنين في إدارة الأمن، من خلال نهج سياسة تقريب الادارة من المواطن، والانفتاح على المغاربة وتمكينهم من التواصل الجيد مع مسؤولي وموظفي الأمن بمختلف درجاتهم .

يثمن فيها طبعا تضحيات نساء ورجال الأمن الوطني بعرفان كبير طيلة فترة الطوارئ الصحية، عندما رابطوا في الشارع العام، بينما كان الحجر الصحي هو السائد، وعندما حرصوا على تأمين ممتلكات المواطنين، الذين كانوا آنذاك يلتزمون بتدابير الأمن الصحي وإملاءات التباعد الاجتماعي.

هذا ولا بد ان نستحضر الأرواح الطاهرة لنساء ورجال الأمن، ومن قضوا نحبهم بسبب الجائحة او في أحداث اخرى ، مقدمين أنفسهم فداء في سبيل خدمة أمن الوطن، متضرعين إلى الله بأن يتقبلهم في جنات الخلد بما قدموا من جميل العمل لفائدة وطنهم ومواطنيهم.
هي تعبئة كبيرة وتضحيات جسيمة تقتضي التنويه والتقدير،

كما تستدعى أيضا تسخير إمكانيات وموارد لوجستيكية مهمة من جانب المديرية العامة للأمن الوطني”.
وكذا مواصلة توفير المناخ الوظيفي المندمج لفائدة الموظفات والموظفين بما يسمح لهم بالاضطلاع الأمثل بمهامهم النبيلة، و أن مديرية الأمن حريصة أيضا على استكمال مشروع تحديث البيئة التحتية لمصالح الأمن وتطوير آليات العمل والنهوض بالأوضاع الاجتماعية والمهنية لمنتسبي الأمن الوطني.

كما انها تعكف بعزم على مواصلة إجراءات الإصلاح والتخليق الوظيفي، إيمانا منها بأن إرساء مرتكزات الحكامة الجيدة في المرفق العام الشرطي يتطلب موظفات وموظفين مكونين جيدا، وملتزمين بمبادئ النزاهة والشرف، وممتلكين لثقافة حقوق الإنسان وتطبيقاتها في الوظيفة الأمنية.

هذا و وجب مواصلة النهوض بالمهام الجليلة لمنتسيبي اسرة الامن بنفس المستوى والقدر من المثابرة والعزيمة، تحقيقا للتطلعات المنشودة، حتى “يكونوا في المستوى الذي يليق بسمعة وإشعاع أمن البلاد، ومستوى تطلعات وانتظارات المواطنين من أمنهم الوطني وايضا عند حسن ظن الجناب الشريف للملك محمد السادس  نصره الله.