سعيد عقادي .
قهوة الصباح امامي .. هاتفي بين يدي و انا انتظر اخي الخياط لنذهب سويا لتغطية اجتماع لمجلس مدينة الدار البيضاء بطلب مؤكد من مدير الجريدة . و لا اخفيكم انه لولا الحاح من مدير اعزه و احترمه لاخلاقه و معاملاته الفاضلة ما لي رغبة لحضور هذا الاجتماع و ما فكرت لتطأ رجالاي مقر جماعة الدارالبيضاء الكبرى ، لانني اعرف خزائنه و أسسه و ادرك ما وراء حيطانه و تحت أرضه ، بل و اكره أن احضر اي اجتماع لمنتخبي هذا العصر في اي رقعة من البلاد ، و أغلبية أغلبية المواقع ملوثة .. معفنة ، ليست سائرة فيما نبتغيه و نرضاه لهذا الوطن الحبيب .
.. لا تسالوني لم ؟ ، و كيف؟، و لماذا ؟ ، و الى متى نحن في هذا المسار المبرح الوجيع ؟ لأن الاسئلة بدون جواب .. غامضة .. عالقة .. بل لا ناهي و لا منتهي .
… اسمحولي ساترك هذا الموضوع الشائك و لن اضيع فيه ومعه وقتي ، مادام من حقي .. في سني .. في ظروفي .. ان اتناول من حين لآخر موضوعا يريحني .. يفرحني .. يسعدني .. اعتز به .
و انا اتصفح الفايس ، تاملت في الأعمال الجارية حاليا بملعب رحال من اجل اصلاح ارضيته و تركيب عشب به من الدرجة الممتازة . خاطبت نفسي ، قفي و تاملي .. قلت ضميري اهدا و ركز .. لاناملي انطلقي ، اكتبي عن رجل شامخ من اولاد الدرب و المدينة القديمة بالبيضاء .. رجل بمعنى الكلمة من منطقتنا .. شخصية متواضعة باخلاقها ، بسيطة في تحركاتها ، سامية بأنشطتها ، محترمة مقتدرة لدى الجميع بتضحياتها .. من عائلة محترمة نعرف تاريخها و علو كعبها في الاخلاق و المواطنة و الرجولة . انه الاخ العزيز عبد الواحد رحال السلامي .
فمنذ الاستقلال الى اليوم و انا بين ظهران المدينة القديمة ، اطوف يوميا بين ازقتها ، اجلس بمقاهيها ، التقي باولاد المدينة القدامى متفقدا لاحوالهم ..
نعم ، رجالاتها كثر .. مواهبها لا تعد .. و و الله سي رحال لاحد من ابنائها الذين خدموها و ضحوا من اجلها و من اجل ابنائها . و لو كان لي حول و قوة لهيئت له تمثالا بإحدى ساحات هذه المدينة القديمة لوالده الراحل ايضا الذي انجب رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه …
.. ان حاولت ان اتطرق إلى ادوار المناضل سي عبد الواحد رحال السلامي و ما قدمه و يقدمه للمدينة القديمة و غيرها و لابنائها من خدمات و مساعدات و لازال ، فإنني لن اوفق و ساقف عاجزا ، لان ذلك كثير و كثير و كثير و لن اوفيه حقه ..
.. أظن أنه ما يمكنني التركيز عليه الآن هو ان اتوسل الى الباري جل وعلا ان يحفظه و ذويه و عائلته و إخوانه ، و ان يطيل في عمره و يوفقه في كل مساعيه و مراميه .. رجل خدم و وفى ..ضحى و أفاد حتى ارضى .. فاللهم احفظه يا رب و انت تعلم انني صادق فيما دونت .. دونت ما ساحاسب عنه يوم لقائك .. دونت ما لا اسعى من وراءه لا لنفع و لا لمصلحة و انت وكيلي .. انت الوحيد الذي اتوجه إليه في اغراضي و كلما ضاقت بي .
.. وانا على نهاية كتابة هذا العمود تلقيت نبأ مرض اخينا رحال السلامي . لن اترك المناسبة تمر دون ان اسال العظيم رب العرش الكريم ان يشافيه و يعافيه و تعيده لنشاطه .
.
