سعيد عقادي .
كرة القدم على الخصوص و الرياضة على العموم فقدت بكل صدق بريقها التربوي و انطفأ اشعاعها الاخلاقي . و في الحقيقة ما على سيرها الحالي تربينا و لا على اهدافها المسطرة اليوم ترعرعنا و نشانا ..
فقبل منازلة الوداد للاهلي سالت الأقلام حتى جفت ، و تتحدثت الشفاة حتى ملت ، و ركزت الأذهان حتى اصبحت خارج الاخلاق و الروح الرياضية و الرزانة و الحكمة .
قامت القيامة حول قرار الكاف لمنازلة الوداد للاهلي بمركب محمد الخامس حتى و لو انه مر بالتصويت و قبل معرفة المؤهلين النهاية .. زلزلت الارض لخيار الطاقم التحكيمي لهذه لمباراة حتى و لو ان لجنة الكاف المتخصصة حللت و درست و تشاورت و على صواب قررت .. تصدعت الجبال و اوقدت النيران من اجل اختيار مكان للجمهور المصري بالملعب حتى و لو ان المسؤولين بالكاف و الأمن المغربي خططوا و برمجوا و تدارسوا و في اسعاد جمهور الاهلي فكروا .. اهتزت الاركان من اجل تحديد حتى متى ، و من ، و اين ، و كيف ، سيتنقل الجمهور و الفريق المصري للملعب و لو ان كل الضوابط وضعت و كل الضروريات درست بالمنطقة و ما هو علمي و موضوعي …
..المهم سمعنا و قرأنا الكثير و الكثير من المواضيع بخصوص هذا اللقاء ، التي أعطاها الإخوة المصريون اهتماما كبيرا حتى ان الكثير منهم من الصحافيين خرج عن الصواب و ابان انه لا يعرف المسؤولين الرياضيين المغاربة و لا الجمهور الرياضي المغربي و لا الأمن المغربي ، بل و أوضح أنه يجهل المغرب و المغاربة في اخلاقهم و معاملاتهم و كرمهم و ضيافتهم و حبهم الشديد لمصر و للمصريين .ليبقى ما أخشى عليه انه قد يؤثر في الإخوة الاشقاء المصري في علاقاتهم مع اخوانهم المغاربة و على السير العادي لهاته المباراة .
اود من خلال تطرقي لهذا الموضوع كناقد صحفي محايد ، وليس كمغربي متعاطف ، ان يعرف غيري كما ربانا السلف الصالح بان الافضل و الاحسن و المهيئ بدنيا و تقنيا و نفسانيا هو من سينتصر في المباراة و ليس الملعب او الحكم أو الجمهور او …
و على الإخوة المصريين والإعلام المصري خاصة ، الذي لا يعتمد الكثيرون فيه بالاساس سوى على العاطفة و رفع الكلام و الصياح و التضليل و كثرة ” الفهامة ” في تغطياتهم الصحافية ، انهم سيلعبون بالمغرب ، و في المغرب وسط جوهرة المحيط مدينة الدارالبيضاء عاصمة النخوة و الروح الرياضية و الجمهور الرياضي المتخلق ..
.. عليهم ان يعلموا انهم في بلد و مدينة الكرم و السخاء و الاخلاق ، و في مقر الأمن و الأمان و السكينة و الطمأنينة و التنظيم الموفق ..
فيا كم هي التظاهرات الدولية الكبيرة و الكثيرة التي حضرتها منذ الستينات الى اليوم بالمغرب و لم المس الا تنظيمها الجيد ، الى درجة ان المغاربة و الأمن المغربي اصبح من خلالها مؤطرا و مثالا يقتدى به ، بل و انه يساهم في انجاح تظاهرات بالخارج بتجاربه وخبراته و مؤهلات رجالاته .
اطمأنوا اخواننا المصريين في بلدكم الثاني .. فنحن اخوة .. سعادتنا سعادتكم .. هنيئا للفائز في اللقاء سواء كان الوداد او الاهلي ..لا نبغ ان يساهم منكم البعض في تعكير الاجواء و كدر العلاقات و يشعل فتيل الفتنة بين الاحباب و الاشقاء .. انكم في المغرب و عندما اقول المغرب اول ما يخطر بالبال الأمن و الأمان ..الكرم و السخاء .. و ما المباراة الا مباراة رياضية ستنتهي بغالب و مهزوم ، تزول و قضي الامر .
