سعيد عقادي .
قالوا زمان ” النجاح يخلق لك الاعداء ” ..
و علمتنا الحياة ان ظلم ذوي القربى اشد مضاضة من وقع الحسام المهند ..
لكن اذا رجعنا الى مرجعنا الحقيقي .. الى الدستور الالاهي نقف على ما يدحض كل هذا و يسقطه امامنا ، هو قوله تعالى ” و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون ” . و اذا ركزنا هنا على المركز عليه ” المؤمنين ” نلاحظ انه لم يقل سيرى الله عملكم و رسوله و الناس اجمعين لان المؤمن وحده المجرد من الحسد و الحقد و البغض و الكراهية ، البعيد عن الحاق الضرر و الاساءة للغير او محاولة طمس الفضيلة اتباعا للنزوات و تلبية لدعوة الشياطين .
فدبر ما شئت ، و حلل كيف انى لك . و من جانبي حنانا مني عنك ورحمة مني بك و اشفاقا هداك الله عزيزي الحاقد الحاسد الخبيث المقيت ذي العدسات السوداء ، اوصيك و من الله وحده ارجو خير الجزاء ، بان تدرك و تقتنع ان المتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام ، لن تنال منه مثقال ذرة مادام الله حافظه .. منهجيته سليمة .. تابثة مستقرة .. على صراط مستقيم راكض .. اهدافه مخططة لا يرجى منها سوى رضا الله و الضمير .. بين عينيه ذلك اليوم العسير الذي تتقلب فيه القلوب و الابصار ، يوم لا ينفع فيه مال و لا بنون و لا صديق حميم …
فهيا لنعمل اخواني المؤمنين امتثالا لخالقنا و لنترك الخبثاء الكائدين في زمان الجهل و الرذيلة و سوء الظن و النية و اكتساح الرويبضة الفاشلين . اكتساح من يلوحون بالباطل ، يحاربون كل صادق امين ناجح .
قبل الامس كنت قد حدثتكم عن تلك الجلسة الخاصة مع رئيس الجامعة الملكية المغربية السيد لقجع في مقر عمله بالرباط .. الجلسة التي تحدث خلالها ما زاد عن الثلاث ساعات انار فيها الضمير و الظنون و المعتقدات ، مسح فيها الشكوك و الاخطاء ، ابان خلالها عن حقيقة شخصه و افكاره و مخططاته و نواياه ..
لن احدثكم بالمناسبة عن سمو و رفعة و حسن الاستقبال .. و لن اكلمكم عن سلامه الحار لي حتى و لو ياكم انتقدته و لمته و واخذته و صوبت نحوه كتاباتي المؤثرة .. و لن افصل لكم مدى تاثيري بشخصية هذا الاطار المغربي .. و ايضا لن اركز لكم اليوم عما استفدته منه و ما غير به رايي اتجاهه و تجاه الكثير من المواقف و الاحداث و المواضيع . و لن ادخل غمار الكلام عن حججه في الكثير من القرارات ..
.. عن خليلوزيتش مثلا .. عن المدربين المغاربة .. عن التحكيم المغربي .. عن الاعلام .. عن علاقته بالاتحاد الافريقي و الدولي .. عن سياساته تجاه اعدائنا اعداء المغرب و مقدساته .. عن اسس تطور الكرة المغربية الضرورية في رايه .. عن مخططاته .. عن اهدافه ..و … و …. و …
…لن اتطرق عن اية نقطة من كل هذا ، و ساكتفي باقتضاب الاشارة الى كيف افتتح سي لقجع حديثه .. كيف كان يحلل الافكار و الآراء .. عن تلك المنهجية التي سلكها في ترتيب الاحداث والمواضيع ..
نعم . لقد جال السيد لقجع و دار و حوم و نبش حول و في كل ما يتطرق اليه الاعلام المغربي و الدولي عن كرة القدم المغربية . و تيقن يا مؤمن حفظك الله ، يا من يثق في و في مصداقيتي ويعلم علم اليقين انني لست ممن يتملق لاي بشر ، لا لسي لقجع ولا لغيره ، يقول الحق و لا يخاف في الله لومة لائم ، لا ينتظر شيئا من احد و ملك الملوك فاتح لي كل ابوابه رزقني القناعة و نعمة الاسلام و الحمد لله عليها من نعمة .
فسي لقجع و هو يتكلم و انا اتامل و احلل مع نفسي حديثه و مقاصده بتلك العين الثاقبة و ذلك الفكر المتمرس ، كنت ادرك و المس معنى البساطة و التواضع ، و الصدق و الطلاقة ، و الصراحة و الروح الوطنية ، و الكفاءة و الالمام بكل المواضيع شكلا و مضمونا …….
.. نعم .كان يتحدث من قلبه دون لف او دوران او تضليل او زيادة و نقصان ، و انا امس بقلبي و احاسيسي الصدق و الامان ..
.. و هو يتحدث ، ازداد يقينا من انه الاطار الرياضي المناسب في المكان المناسب .. و ناذرا ما اقتنعت لشخص مثله .
.. قال ضمن كلامه و اعاد القول في سياق الحديث اكثر من مرة ، انه اتى الى تسيير كرة القدم المغربية عبر حادثة فقط ، دون مخطط اوتركيز او تصويب ، مؤكدا انه سيكون سعيدا جدا اذا غادر المجال الكروي و تفرغ الى عمله الاصلي …
قال و اقول و الله خير من يقول ، بالطبع من موقعي الشخصي الخاص بي ، انه لو كان كل رؤساء جامعاتنا الرياضية من مستوى سي لقجع ما سبقنا في سبورة الميداليات لاكبر التظاهرات الرياضية العالمية مستقبلا ، لا الجابون و لا المريكان و لا الصين و لا روسيا و الله على ما اضمر و اومن به شهيد .
اطال الله في عمره و انفعنا من اخلاقه و معاملاته و خدمة مقدسات بلادنا .
