الرئيسية وطنية ذكرى 11 يناير 1944 : نداء الحرية و إرادة الحق والمشروعية من أجل الاستقلال

ذكرى 11 يناير 1944 : نداء الحرية و إرادة الحق والمشروعية من أجل الاستقلال

9 يناير 2023 - 22:09
مشاركة

محمد وردي من سطات// الوطن العربي 

يخلد الشعب المغربي ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير يومه الأربعاء 11 يناير 2023 الذكرى ال 79 للحدث التاريخي البارز والراسخ في ذاكرة كل المغاربة حدث تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944 والتي يحتفي بها المغاربة وفاء وبرورا برجالات الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، وتمجيدا للبطولات العظيمة التي صنعها أبناء هذا الوطن بروح وطنية عالية وإيمان عميق وبقناعة بوجاهة وعدالة قضيتهم في تحرير الوطن، مضحين بالغالي والنفيس في سبيل الخلاص في نير الاستعمار وصون العزة والكرامة .لقد وقف المغرب عبر تاريخه العريق بعزم وإصرار في مواجهة اطماع الطامعين مدافعا عن وجوده ومقوامته وهويته ووحدته، ولم يدخر جهدا في سبيل صيانة وحدته وتحمل جسيم التضحيات في مواجهة المحتل الأجنبي الذي جثم على التراب الوطني منذ بدايات القرن الماضي .وقسم البلاد الى مناطق نفوذ توزعت بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب والحماية الإسبانية بالشمال والوضع الاستعماري بالاقاليم الجنوبية فيما خضعت منطقة طنجة لنظام دولي.

إن مناسبة تخليد الذكرى ال 79 لحدث تقديم وتيقة المطالبة بالاستقلال توحي للأجيال الجديدة والمتعاقبة بواجب التامل والتدبر واستخلاص الدروس والعبر والعظات في تقوية الروح الوطنية وشمائل المواطنة الإيجابية، لمواجهة التحديات وكسب رهانات الحاضر والمستقبل تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة والمهابةالملك محمد السادس نصره الله ، الذي يحمل لواء اعلاء صروح المغرب الحديث وارتقائه في مدارج التقدم والازدهار لترسيخ دولة الحق والقانون وتوطيد دعائم الديمقراطية وتأهيل وتطوير قدرات المغرب الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، وتعزيز صروحه في كل مجالات التنمية الشاملة والمستدامة والمندمجة .

لقد كانت وتيقة المطالبة بالاستقلال في سياقها التاريخي والظرفية التي صدرت فيها ثورة وطنية بكل المعاني و المقاييس عكست وعي المغاربة ونضجهم وأعطت الدليل والبرهان على قدرتهم وارادتهم للدفاع عن حقوقهم المشروعة وتقرير مصيرهم وتدبير شؤونهم بانفسهم وعدم رضوخهم لإرادة المستعمر واصرارهم على مواصلة مسيرة النظال التي تواصلت فصولها بعزم وإصرار في مواجهة النفوذ الأجنبي الى ان تحقق النصر المبين بفضل ملحمة العرش والشعب المجيدة .

ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال هي إذن ذكرى غالية ومناسبة وطنية عزيزة على كل المغاربة من طنجة الى لكويرة، تلك الوثيفة التي تقدمت بها الحركة الوطنية الى سلطات الاستعمار الغاشم ، سنة 1944 ، بتوجيهات من أب المقاومة المغربية ، جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه ، وبمعية وارث سره جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه تعد منعطفا حاسما ومحطة مشرقة في مسلسل الكفاح الوطني، الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي من أجل الاستقلال والحرية ،

لقد خاض الشعب المغربي سلسلة مواجهات للحصول عل استقلاله منذ صدور ،بما يسمى بالظهير البربري 1930 الذي حاربه المغاربة كلهم ، فتم تاسيس كثلة العمل الوطنية.وتقدمت الحركة الوطنية المغربية بمطالب في هذا المجال بسنتين ، سنة 1934و1936 ,في الوقت الذي استمر فيه النضال في المدن والبوادي من اجل دعم الشعور الوطني وحماس المواطنين من اجل الحرية والاستقلال، وفي ظل هذا الاجماع من كل اطياف المغاربة، عرشا وشعبا ،أمازيغي، وعربي، بوادي، ومدن ، على مواجهة الاستعمار.
حيث شهد المغرب عدة مظاهرات، عند تقديم وتيقة المطالبة بالاستقلال، ماله من أثر عميق عبر مختلف جهات المملكة، إذ تلتها صياغة عوارض التاييد، كما نزلت جماهير غفيرة الى الشوارع في مظاهرات ، اشهرها في 29 يناير 1944م التي سقط فيها عدة شهداء برصاص قوة الاحتلال الغاشم ،

ارادة الحق والمشروعية إذن التي عبر عنها العرش والشعب، لقيت ضغطا شديدا من المستعمر الغاشم، على جلالة الملك المغفور له محمد الخامس، سعيا منها الى ادماج المغرب في اطار، بما يسمى آنذاك بالاتحاد الفرنسي، حيث واجه بطل التحرير كل مخططات الاستعمار بكل جرأة ورباطة جأش،ماجعله يقوم بزيارة تاريخة لمدينة طنجة في 9 ابريل 1947 ، والتي القى منها خطابه السامي الذي اكد فيه على وحدة المغرب من شماله الى جنوبه ، تم اكد جلالته قدس الله روحه، بان مناداته للاستقلال خلال زيارته لفرنسا في اكتوبر 1950، وبفضل هذه الملحمة البطولية المجيدة تحقق أمل الشعب المغربي قاطبة، بعودة بطل التحرير ورمز المقاومة جلالة المغفور له محمد الخامس، حاملا معه لواء الحرية والاستقلال ،معبرا بقولته المشهورة “رجعنا من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر” جهاد بناء الوطن.

وسيرا على هذا النهج ،قام جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه ،معركة استكمال الوحدة الترابية، فجرى في عهده إذن، استرجاع سيدي افني سنة 1969، تم استرجع الاقاليم الجنوبية للمملكة سنة 1975 بفضل المسيرة الخضراء المظفرة ،حيث ارتفع العلم الوطني في سماء العيون، يوم 28 فبرابر 1976 ، وجر ى تعزيز استكمال وحدتنا الترابية باسترجاع اقليم وادي الذهب وذلك في 14 غشت 1979، إذ كان لابد من التعلم من التاريخ ، فان من هذا الحدث نتعلم ،

هذا ويقود جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، قطار الجهاد الاكبر: جهاد التنمية وبناء الوطن بحنكته، وحكمته وتبصره وبعد نظره ،
فبمساعيه الحميدة إذن وبجولاته التنموية، يواصل بعزيمة الابطال مسيرة الاعمال، و التي تتمثل في الانجازات الانمائية والايمانية والاجتماعية والاقتصادية، من اجل رفاهية شعبه وراحة رعيته، حاملا مشعل النهضة والرقي في مختلف الميادين العلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية وغيرها ،سدد الله خطاه ،وحفظه إنه رمز الامة و التحدي، وفخر الوطن، وعزة شعبه، بشعار مقدس دائم:
الله- الوطن- الملك