الرئيسية مجتمع مشروع احداث اسطبل لتربية وانتاج الدواجن يغضب ساكنة دوار اولاد عبدالصادق ويخرجها في وقفة احتجاجية سلمية

مشروع احداث اسطبل لتربية وانتاج الدواجن يغضب ساكنة دوار اولاد عبدالصادق ويخرجها في وقفة احتجاجية سلمية

12 يناير 2023 - 21:23
مشاركة

محمد وردي من سطات// الوطن العربي 


موجة غضب عارمة وقلق شديدين تجتاح ساكنة دوار اولاد عبدالصادق بجماعة سيدي احمد الخدير ببني مسكين الغربية دائرة البروج إقليم سطات

احتشد عدد كبير من ساكنة دوار اولاد عبدالصادق بجماعة سيدي احمد الخدير بقيادة بني مسكين الغربية دائرة البروج التابعة اداريا للنفوذ الترابي لعمالة اقليم سطات بحر هذا الاسبوع في وقفة احتجاجية سلمية أمام مكان الاسطبل المزمع بناؤه و المتواجد بالقرب من سكناهم، وذلك للتنديد على هذا الاجراء غير المقبول والتعبير عن رفضهم القاطع لهذا المشروع الذي اقدم عليه احد المستثمرين مؤخرا حيث شرع في البداية ببناء سور كبير لمشروعه دون مراعاة ظروف الساكنة من انعكاساته السلبية وتداعياته الصحية والبيئية الخطيرة في خرق سافر للقوانين والمواثيق الجاري بها العمل وطنيا في مثل هكذا حالات.

هذا وقد صدحت حناجر المتضررين من عين المكان بشعارات متعددة رافعين الرايات الوطنية وصور لجلالة الملك محمد السادس نصره الله مطالبين الجهات المسؤولة بوقف هذا المشروع في أقرب الاجال مخافة ظهور العديد من الامراض التنفسية والجلدية والحساسية والبيئية وامراض أخرى قد تفتك بالأطفال وكبار السن وقد تطال حتى الحيوانات والنباتات والمواشي..
في الوقت الذي تعالت فيه أصوات جمعوية وحقوقية منادية بتدخل القطاعات المعنية للبحث عن الأسباب والحلول العاجلة لتفادي تكرار هذه “الجريمة البيئية”.والأخذ بعين الاعتبار أساسا الوقاية والأمن البيولوجي في الحسبان ،وهذه الوقفة الاحتجاجية التي قامت بها ساكنة دوار اولاد عبدالصادق جاءت بعدما استشعرت بالخطر البيئي الذي قد بات يهدد مستقبل حياتها.
وتجدر الإشارة إلى أن المسؤول (ة) عن هذا المشروع كان قد سبق له وأن قام بإنشاء اسطبل آخر لتربية وانتاج الدواجن بعيدا شيئا ما عن الدوار الا انه الان تمادى في أخطاءه بارتكابه” جرائم بيئية” أخرى بنفس الدوار بمباركة وموافقة رئيس جماعة سيدي احمد الخدير وفق تعبير المحتجين.

هذا وتواصلت شكايات المواطنين المتضررين للجهات المعنية بخصوص هذا الموضوع و الذي حظي بالموافقة المبدئية عليه من طرف الجهات المعنية، ما أثار استنكارا حادا في وجه هؤلاء الذين قاموا بتواطؤ ضد حرمة وكرامة الإنسان والعيش الكريم في امن وسلام تحت مظلة الراعي الأول وضامن حرمة هذا الوطن والمواطنين امير المؤمنين صاحب الجلالة والمهابة الملك محمد السادس نصره الله رمز الامة والتحدي وفخر الوطن وعزة شعبه بشعار دائم مقدس :
الله- الوطن -الملك
ويذكر أن هذا الاسطبل الخاص بتربية وانتاج الدواجن المزمع بناؤه والذي يشتكون منه ساكنة دوار اولاد عبدالصادق قد يطرح مخاوف كثيرة إثر فرزه الروائح الكريهة التي قد تنجم عن فضلات الدجاج، متهمين بشكل مباشر بعض المسؤولين والمنتخبين المحليين بجماعة سيدي احمد الخدير وعلى رأسهم رئيس الجماعة المذكورة حسب أقوال المتضررين الذي ابان بشكل واضح عن عدم تقدير واحترام الساكنة والتي كانت قد وضعت ثقتها فيه في استحقاقات 08 شتنبر 2021 لكن ” اخطبوط الغفلة واستغلال الفرصة ” يلتزمون الصمت إزاء هذا الوضع الكارثي، خاصة أنهم يؤكدون اكثر من مرة أن هذه الظاهرة في تزايد وانتشار مستمر على مستوى الجماعة ، فضلا عن تردد الكلاب الضالة على المكان بسبب فضلات الدجاج التي ترمى عشوائيا، والتي تتسبب في ظهور العديد من الامراض.

وما يلفت الانتباه هو انه انتشرت في السنوات الأخيرة وحدات متخصصة في إنتاج الدواجن والبيض بعدد من مناطق مختلفة بالمملكة المغربيةالشريفة. ولعل اقليم سطات واحد من هذه المناطق التي استقطبت استثمارات مهمة في هذا المجال، وهو استثمار يوفر عددا غير يسير من فرص الشغل، إلى جانب مساهمته في تحريك العجلة الاقتصادية، ضمن سلسلة طويلة تصل نهايتها إلى المستهلك المغربي،
غير أن طبيعة هذا النشاط أفرزت مشاكل صارت تؤرق بال الساكنة المجاورة لهذه الوحدات وتقض مضجعهم ، والتي أضحت تشتكي باستمرار من التبعات البيئية والصحية لهذا المسلسل الإنتاجي.

و منطقة الشاوية مثلا، توجد بها مجموعة من وحدات إنتاج الدواجن والبيض، إلى جانب تمركز كثير من الضيعات الفلاحية التي قد تستعمل فضلات الدجاج كسماد، او علف لقطعان الماشية من أجل الربح المادي على حساب صحة المواطنين مما أصبح مصدر إزعاج للساكنة .
واعرب احد المتضررين في تصريح صحفي لجريدة الوطن العربي قائلا..على ان “الروائح الكريهة التي قد نستنشقها من هناك قد تصل باستمرار إلى الدوار، وبالتالي يتضرر منها السكان وتلاميذ المؤسسات التعليمية وأطرها، مما يستوجب تحديد الجهة المرخِّصة لهذا النشاط. فهناك أضرار صحية على الجميع، وعلى البيئة، حيث تنتشر مطارح عشوائية للتخلص من هذه الفضلات، وكل ذلك في غياب أي جهة معنية بشكاياتهم المتكررة وبمطالبهم الرامية إلى رفع الضرر”.علما أن المنطقة تتميّز بهواء نقي وهدوء دائم، غير أن وجود هذه الوحدات غيّر المعادلة”. قبل أن يضيف “نحن مع الاستثمار، لكن يجب على الجهات المعنية فرض معايير صارمة تراعي سلامة صحة الساكنة، فهذا استثمار يجلب أضرارا جمة لنا. لذلك نطالب المسؤولين بإنقاذنا، فهناك مناطق صناعية معروفة وبعيدة عن التجمعات السكنية والدواوير يمكن أن تحتضن مثل هذه الأنشطة، فكفى صبرا”.
يضيف أن “الناس قد يعانون من الروائح الكريهة بسبب وجود هذا الاسطبل لتربية الدواجن المجاور لهم، ولا يبعد عن منازلهم سوى بأمتار قليلة، وهو ماقد يحوّل حياتهم في ظرف وجيز إلى جحيم لا يطاق، وقد لا يستطيعون فتح نوافذ بيوتهم في الصيف ولا في الشتاء اذا ماتم احداث هذا المشروع ، لأن الروائح قد تحاصرهم من كل جهة. وهذا الأمر لا يقتصر فقط على الروائح، فالحشرات صارت تداهم منازلهم هي الأخرى، خصوصا في فصل الصيف”.حسب تصريحه.
وتابع المتضرر ذاته “لا يعقل أن يقوم البعض بتربية الدواجن في قرى سكنية دون الاكتراث بالسكان”،

وبخصوص الأضرار الصحية، “ يقول احد المتضررين ‘ هنالك أمراض قد تظهر على الرضع، خصوصا في الوجه، ويحتمل ان يكون سببها راجع إلى وجود حيوانات في أماكن قريبة، او قد تكون فيروسات من مخلفات الدواجن هي السبب في ذلك، ونحن نتساءل عن جدوى وجود ترسانة من القوانين التي تمنع تربية الحيوانات بين التجمعات السكانية دون الالتزام بها”. وأضاف أن “الخبراء في الطب البيطري يرون أن موضوع تربية الدواجن والمواشي بين تجمعات السكان مشكلة عالقة منذ سنوات، محذرين من المخاطر المترتبة عن هذا الأمر”.
“وما لم يتم اتباع شروط الصحة والسلامة، فإن مخلفات هذه الحيوانات تسبب بعض الأمراض وتكون بيئة خصبة لأنفلونزا الطيور،،

وكلما كان الإنسان قريبا من أماكن تربية الدواجن، يكون أكثر عرضة للإصابة، وإذا حدث أي مرض تكون الأخطار أكبر، ويصعب عمل حجز على الدواجن المصابة. والأكيد أن تأثيرات وأضرار تربية الدواجن تبقى غير مباشرة، لكن الأمر يؤدي إلى الإزعاج من خلال الروائح، وإلى الإصابة بأمراض في بعض الحالات من خلال الحشرات التي تكون ناقلة للفيروسات”، يقول احد المواطنين، وهو فاعل جمعوي وحقوقي، أن هذه الظاهرة استفحلت في السنوات الأخيرة، خصوصا بمنطقة الشاوية ويعزى ذلك، يضيف، إلى “تناسل وحدات تربية الدجاج وإنتاج البيض بشكل كبير”. إذ أن “هذه الوحدات الإنتاجية ضاقت منها الساكنة ذرعا، نظرا للروائح الكريهة التي تنبعث منها، مما يتسبب للأطفال الصغار وكبار السن في أمراض الحساسية وضيق التنفس، إلى جانب إمطار الدواوير المجاورة لها بالذباب وشتى أنواع الحشرات، كما صارت مرتعا للكلاب الضالة بسبب رمي الدجاج النافق بالقرب من هذه الوحدات”، يقول الفاعل الجمعوي ذاته.
وأشار المتحدث إلى أن “هذه الظاهرة أسالت الكثير من المداد طيلة سنوات دون جدوى، فبالإضافة إلى السخط العارم على صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية وبعض وسائل الإعلام، وأمام هذا الحيف واللامبالاة من طرف السلطات المحلية والإقليمية، وعدم تفعيل دور الشرطة البيئية، ودرك البيئة لجأ بعض السكان خصوصا المتضررين بكثرة،بجماعة سيدي احمد الخدير إلى رفع ملتمس إلى الجهات المعنية لرفع الضرر عنهم الذي بات يقض مضجع الساكنة ويهدد سلامتهم وصحتهم حيث أضحى قنبلة موقوتة في تدمير التوازن البيئي والايكولوجي للطبيعة مطالبين الجهات المسؤولة الى التدخل فورا لإيقاف هذا المشروع الملوث و رد الاعتبار للمشتكين وفق المعايير الوطنية المعمول بها وطنيا مع مراعاة شروط المحافظة على البيئة والسلامة الصحية للمواطنين وذلك قبل أن يكتمل انجازه و الذي قد تترتب عنه عواقب وخيمة حسب تصريحه.

وعن الوضع الحالي قال احد المتضررين “لحد الساعة لا تزال دار لقمان على حالها، بل زادت استفحالا، وما وقع بحر هذا الاسبوع بدوار اولاد عبدالصادق خير دليل على تمادي أصحاب وحدات تربية الدجاج في إغراق جل دواوير منطقة بني مسكين الغربية والشرقية بدائرة البروج والنواحي بفضلات الدجاج وروائحها التي لا تطاق، مما يستدعي طرح تساؤلات مشروعة عن الجهة التي تحمي هؤلاء حتى يواصلوا قتل الساكنة تدريجيا وكذا البيئة بكل مكوناتها، فأين دور السلطات وأين دفتر التحملات والشروط المعمول بها في هذا المجال؟”.حسب تصريحه.

وناشد المتضررون المسؤول الترابي السيد ابراهيم ابوزيد عامل اقليم سطات بإيفاد لجنة مختلطة للتحقق واتخاذ القرار الملزم في هذه الواقعة والذي ينهج سياسة الوضوح والطموح والأبواب المفتوحة خدمة للوطن والمواطنين منوهين بالمجهودات المتواصلة التي يبذلها منذ التحاقه بعمالة سطات لتحقيق الهدف المنشود وذلك بالحد من الفوارق الاجتماعية والإنصات الى هموم المواطنين وانشغالاتهم التي تعيق تطلعاتهم بإيجاد الحلول المناسبة لهم في احسن الظروف المطلوبة.