محمد وردي من سطات // الوطن العربي
بفضل الرؤية الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية ، قامت هذه الأخيرة بتطوير وتنفيذ برامج التعليم والتكوين المستمر وذلك للرفع من مستواها تماشيا مع تحديات الجيش الحديث .وقد تواصلت عملية التحديث وتجهيز البنية التحتية والمرافق اللازمة بتدريب الضباط وضباط الصف والجنود وذلك استجابا مع التطور التكنولوجي في مجال الدفاع.
وقد تمكنت القوات المسلحة الملكية المغربية في تحقيق إنجازات عديدة في مجال التجهيز والتكوين العسكري والتقني ، حيث عمدت إلى تطوير قدراتها الدفاعية وكذا تحسين جاهزيتها لمواجهة التحديات الأمنية الداخلية والخارجية ، من خلال اقتناءها لأحدث الأسلحة الاستراتيجية والعمل على تعزيز برامج البحث العلمي والتقني والهندسي .
كما اعتمدت القوات المسلحة الملكية تعزيز الشراكات مع مراكز البحث العلمي والجامعات، مما أسفر عن تأهيل مشاريع تقنية عالية وتطوير القدرات الذاتية للجيش المغربي ، مما مكنه من تنفيذ مهامه بكل حرفية وإتقان.
وأثبتت القوات المسلحة الملكية نجاحها في تأطير وتدبير نموذجي للخدمة العسكرية من خلال توفير البنيات التحتية والموارد البيداغوجية لجميع المجندين ، وتعكس هذه التجربة الاجتماعية التي أطقها جلالة الملك محمد السادس نصره رغبته الثابتة في ترسيخ روح المسؤولية والمواطنة الحقة لدى الشباب والشابات ، وتمكينهم من الاندماج في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة.
وتنطوي هذه الخدمة على تدريبات مهنية متعددة الاختصاصات يجتاز خلالها المجندون اختبارات نظرية وتطبيقية تؤلهم للحصول على شهادات مهنية واعدة في مختلف المجالات وتساعدهم على اكتساب خبرات ومهارات جديدة.
وبخصوص العناية بعائلات شهداء الأمة، تواصل مؤسسة الحسن الثاني للاعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي لمنخرطيها عبر ربوع التراب الوطني من خلال تسوية وضعيتم القانونية المتعلقة بالسكن.
ومن جهة اخرى تم توقيع اتفاقية شراكة بين القوات المسلحة الملكية وعدد من الوزارات والمؤسسات العمومية تهدف إلى النهوض بالاوضاع الاجتماعية لأفراد وعائلات القوات المسلحة الملكية.
كما انخرطت القوات المسلحة الملكية في المهام الإنسانية من خلال تقديم الإغاثة والمساعدة للسكان لمواجهة موجة البرد في العديد من المناطق الجبلية للمملكة .وفي هذا السياق تم نشر طائرات تابعة لسلاح القوات الملكية الجوية والدرك الملكي في هذه المناطق ، وذلك من أجل فك العزلة عن الساكنة من خلال تزويدهم بالمساعدات الضرورية وتقديم الإسعاف ونقل الحالات الطبية المستعجلة.
هذا وتلعب القوات المسلحة الملكية دورا فعالا في مكافحة حرائق الغابات في المملكة في أوقات الحر الشديد ،حيث تستحيب بسرعة وفعالية للتدخل والمساعدة في اخماد الحرائق نظرا لتمتعها بالتدريبات اللازمة والمعدات المناسبة.
وفي إطار التعاون العسكري ، نظمت القوات المسلحة الملكية العديد من الأنشطة همت تمارين ودورات تكوينية ومنتديات ، حيث احتظنت المملكة المغربية فعاليات مبادرة 5+5 دفاع ، أبرزها الاجتماع الرابع عشر لرؤساء أركان القوات المسلحة للبلدان الأعضاء، تم خلالها تبادل التجارب والخبرات في مجال الأمن والدفاع من اجل تعزيز التنسيق بين القوات المسلحة في ضفتي المتوسط.
وفي نفس السياق مكنت الزيارات العسكرية للعديد من المسؤولين العسكريين السامين لمختلف البلدان الصديقة من تعزيز التعاون العسكري والشراكة الاستراتيجية بين البلدان والتنسيق في المجالين العسكري والدفاعي لمواجهة التحديات والتهديدات الأمنية المشتركة .
وفي إطار تعزيز انفتاحها على محيطها الإقليمي والدولي ، احتظنت القوات المسلحة الملكية عددا من التداريب والمناورات العسكرية بشراكة مع جيوش الدول الصديقة، جمعت بين الدورات التكوينية والتمارين التطبيقية ، كما استقبلت مختلف المؤسسات العسكرية المغربية عددا كبيرا من المتدربين العسكريين الأجانب الذين يتابعون تكوينهم فيها ، مما يساهم في إشعاع بلادنا ويعزز أواصر التعاون مع البلدان الشقيقة والصديقة خاصة العربية والافريقية منها.
وطبقا للرؤية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في مجال حفظ السلام والأمن الدوليين ، انحرطت القوات المسلحة الملكية بروح عالية من المسؤولية
والانضباط عبر تجريداتها المتعددة تحت راية الأمم المتحدة في الدفاع عن القيم الكونية : كالتضامن والكرامة والحرية .
وحتى اليوم تحافظ ذكرى تأسيس القوات المسلحة الملكية على حمولتها الممتدة عبر التاريخ باعتبارها حدثا وطنيا مكتوبا بمداد من ذهب في سجل هذه المؤسسة التي تسهر على الدفاع عن المصالح العليا للمملكة المغربية الشريفة والتصدي لكل محاولات المس بسيادة المغرب ووحدته الترابية والذوذ عن أمنه واستقراره تحت شعارها المقدس الخالد : الله- الوطن- الملك.
