الرئيسية اقلام حرة شخصيات مهمة تُجبٓر على هبوط اضطراري داخل المحاكم المغربية

شخصيات مهمة تُجبٓر على هبوط اضطراري داخل المحاكم المغربية

27 مايو 2023 - 16:25
مشاركة

هبوط اضطراري

بقلم عبد الحق الفكاك

لاشك أن مجتمعا جديدا أخدا في التشكل .. فكلما انتشر خبر اعتقال برلماني أو عنصر امني إلا وطغت قضايا الفساد بقوة على احاديث الناس ومجالسهم .

فالكل يتابع باهتمام بالغ مستجدات التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في ملفات الفساد و التي يتابع فيها شخصيات كبيرة ظلت تعتقد أنها في منٱى عن أية محاسبة .

هذه المرة يبدو أن المتابعات استأثرت باهتمام كافة شرائح المجتمع ، ربما لانها شملت مسؤولين كبار من قطاعات مختلفة ،كان بعضهم لا يتورع في استغلال النفود ، بل ومنهم من أقام حفلات علانية أنفقت فيها ملايير الدراهم في الوقت الذي تزداد أعداد الفقراء بسبب الغلاء وأشياء أخرى .

وهذا الإثراء غير المشر دفع الكثيرين إلى إبداء الرغبة في الاقتصاص من هؤلاء المتهمين بالفساد ممن اعترضوا طريق المغاربة نحو التقدم و الإزدهار .

وعلى ما يبدو أنه لم يعد هناك في مغرب اليوم من يمكن أن يعتبر نفسه فوق القانون ..

فالوقائع على الأرض تؤكد بان الحملة على محاربة الفساد متواصلة ، وبأن ملاحقة رؤوس الفساد لن تميز بين رئيس او مرؤوس .

ربما قد حان الوقت لاقتناص ما وصف في وقت سابق بالتماسيح والعفاريت ، ومن المؤكد ان متل هكذا اجراءات من شأنها إستعادة ثقة المواطن في المؤسسات الحكومية و المجالس التشريعية

وهذا ما جعل هذه الحملة تكسب تعاطفا شعبيا منقطع النظير .. لا يفسره سوى رغبة المغاربة في القطع النهائي مع الفساد والمحسوبية .

قد يرى البعض بان التوقيت غير مناسب لشن متل هكدا حملات بسب الظروف الحالية التي تمر منها البلاد حيث الجفاف في عامه الخامس و الحرب الروسية الأوكرانية لم تتوقف بعد ، بينما يؤكد البعض الآخر أن إطلاق هذه المبادرة هو مؤشر اجابي على أن المغرب قد دخل فعلا مرحلة جديدة ستقطع مع الماضي .

كيف لا وقد أظهرت الاستطلاعات بأن الكل مع هذه الحملة خاصة وأنها تكاد تكون مسنودة بكثير من العواطف الوطنية و إزدياد الوعي الجماهيري .

فالمغرب وبشهادة الجميع يقوم حاليا بتدشين عهد جديد من الإصلاحات الهيكلية المبنية على إعمال القانون و الإنصات الدائم للمواطن، هذا المواطن الدي كاد الفساد أن يفقده ثقته بالمسؤول و الموظف العمومي بصفة عامة .

لا شك ان طريق الإصلاحات شاق و طويل و أن ما يتطلع إليه الشارع المغربي من تغيير عميق يشمل كل مناحي الحياة العامة ليس بالأمر الهين ،كما أن الأمر يبدو أشبه بمحاولة شق أمواج البحر إلى نصفين كما حدت زمن المعجزات .

وليس من السهل استئصال أورام الفساد و التي تحصنت داخل مفاصل المجتمع واستطاعت تعميق جدورها على شكل لوبيات تناهض التغيير وترفض الاستسلام ، لدلك فإن القضاء على الفساد وتفكيك تجمعاته قد يصبح من سابع المستحيلات.

من المؤكد أن لا أحد ممن طالتهم يد التغيير ،وجدوا أنفسهم في قفص الاتهام ، يأملون أن يتم اختزال فصول هذه المعركة و إسدال الستار عنها نهائيا ، لكن تلك اماني لم تتحقق بل بالعكس تماما فقد تواصلت جلسات التحقيق والمحاكمات .

لدلك تجد بعض هذه الشخصيات تزيد وتعربد وتعتبر نفسها ضحية تصفية حسابات ، خاصة وأنها لم تتوقع كل هذا وهي التي كانت ترى نفسها فوق القانون تسبح في سماء الثروة والنجومية .. فكيف لها أن تُرغم اليوم على هبوط اضطراري تتعرض معه إلى التحقيق والمساءلة .. على الأقل لتجيب على سؤال واحد هو .. من اين لك هذا ؟