الرئيسية اقلام حرى هل نحن بحاجة إلى مزيد من حرية التطبيل

هل نحن بحاجة إلى مزيد من حرية التطبيل

28 مايو 2023 - 14:17
مشاركة

بقلم عبدالحق الفكاك

لا أظن ونحن في الألفية الثالثة أن هناك من رجال السلطة واعوانها من يعول على كتابة احدهم كي يلمع صورته أو يزينها في عيون المواطنين.

فلا حاجة من أن يحول بعض “الصحافيين” نفسه إلى بوق للدعاية ” المفضوحة ” لفائدة فلان أو علان .. أو اضاعة الوقت في دكر فضائلهم ومحاسنهم .

دلك أن هؤلاء المسؤولين يقومون بمهامهم دون أن ينتظرون من أحد لا جزاء ولاشكورا .. لانهم يعلمون جيدا في الأول والأخير بانهم موظفون ، يتقاضون أجرة على ما ينهضون به من مسؤوليات .

وإن من احاطوا علما بمهام الصحافيين الدين يشتغلون في حقل الإعلام الرسمي ، ليعرفون جيدا بأنهم يستعينون بما تحقق على الأرض من منجزات كي تتضمنها تقاريرهم الإخبارية في عمل هو أقرب إلى الثوتيق منه إلى الصحافة .

تم اننا لن نجد من رجال الإعلام من يرضى لنفسه ان يصبح مداحا ، إذ يصعب ان نعثر على كتابات تتضمن مديحا لأي من المسؤولين حتى ولو تصفحنا كبريات الجرائد في معظم بلدان العالم .

وأعتقد بأن الصحافة الغربية قد تخلصت مند زمان من هده العادة السيئة والتي صارت منتشرة في عالمنا العربي لسيما في الإعلام الإلكتروني .

ان مهمة الصحافي هي أسمى من أن تبقى منحصرة بين المديح و التطبيل ، كما انه ليس من الحكمة في شيئ أن تنشغل الصحافة بالمحاباة أو التزلف للشخصيات خوفا او طمعا ..

فرسالة الصحفي تكمن بالأساس في تنوير المجتمع بالحقائق وتغطية الاحدات فضلا عن المساهمة في توجيه الرأي العام و حماية المواطن من خطر الاشاعات و الاباطيل .

وقد لا يغيب على ذهن المسؤولين بأن محاربة ظاهرة التطبيل و المديح المجاني، من شأنه ان يوفر لأصحاب الأقلام الحرة وكافة المهنيين ،البيئة الملائمة لممارسة صحافيةاكتر مصداقية .

بل إن تطهير الجسم الصحافي من هدا العفن ، سيرقى بهده المهنة إلى تبوء مكانتها كسلطة رابعة ، تشكل حقيقة مصدرا للمعلومات يلجأ اليه كل المسؤولين لإتخاذ القرار الصائب .

إن الحفاظ على نقاء الصحافة هو بمتابة الحفاظ على نصاعة المرآة كي تستمر في عكس ما يجري في المجتمع دون تبديل ولا تطبيل .

ولعلها من مآسي الاقدار أن تأتي الإساءة للجسم الصحافي من بعض المحسوبين عليه من خلال إدمان المديح و المحاباة لسبب أو لغير سبب من دون تقدير للاضرار و العواقب الوخيمة ..

ولقد كتر المطبلون في عصرنا هدا إلى درجة صرنا نخشى فيها أن يخرج هؤلاء علينا وهم يرفعون لافتات تطالب ” بحرية التطبيل ” جهارا نهارا ، بدل زيادة الضغط برفع سقف حرية التعبير .