الرئيسية اعلام من اجل تلفزة محلية تساهم في اقلاع اعلامي جهوي

من اجل تلفزة محلية تساهم في اقلاع اعلامي جهوي

12 يوليو 2023 - 1:35
مشاركة

قديما امتنعت العديد من الاسر المحافظة عن ادخال التلفزة الى بيوتها ، بحجة ان ما يقدم فيها قد يتعارض مع الاخلاق والتقاليد : خاصة الافلام و سهرات نهاية الأسبوع ،وقد كانت فتيات هذه الاسر المحافظة يتسللن خفية الى بيوت الجيران لمتابعة
حلقات بعض المسلسلات

لكن ومع الايام لم يعد بالامكان ان تجد بيتا خاليا من التلفاز، فقد ايقن الكثير من الناس بان هناك اخبارا مهمة ، وربورتاجات متنوعة بل وبرامج ثقافية تعرض على شاشة هذا الصندوق العجيب، ومن ثم اصبح من الطبيعي ان تجد هذا الجهاز قد توسط ركنا من اركان بيت الضيافة في كل دار، قل شأنها او علا ؟

نعم ،رحم الله زمانا ولى كان التلفاز يتربع على عرش التوعية والتثقيف، إذ لن يختلف اثنان حول اهمية هذا الجهاز في تعبئة المواطنين وتاطيرهم، بل ان الحكومات في الكثير من الدول، لم تتردد ابدا في استثمار هذه الوسيلة الجماهيرية في حالة السلم اوالحرب .

وفي هذا الصدد يتذكر الناس كيف كان هذا التلفاز بمثابة جواز سفر يفتح لك ابواب الدول كي تكتشف شعوبها واسلوب حياتهم ، كما انه يتيح ايضا امكانية التعلم والدراسة ، وتلك اهم الميزات التي جعلته ينتشر بسرعة مدهشة اكثر من المتوقع.

واليوم، سرعان ما تخلت التلفزة عن دورها في الإخبار والتثقيف وهي التي تتمتع بتاثير واضح، وامكانيات هائلة لتوجيه الراي العام، ومن المريب حقا ان يتفرغ هذا الصندوق العجيب للتسلية والإغواء فقط؟؟

ومن المثير ايضا، ان يحدث كل هذا امام صمت الجماهير هذه الجماهير التي يتم مغازلتها من خلال برامج يزعم اصحبها انها اعدت خصيصا لأجل المتعة والفكاهة.

ومن المؤسف حقا ان تستاثر برامج الترفيه و مسابقات التسلية بحصة الأسد ،على حساب برامج توعوية تلامس واقع المشاهد ، الأمر الذي يدفع في اتجاه البحث عن قنوات فضائية تكون في مستوى انتظارات المواطن.

وإد تتجدد الدعوة الى ضرورة إجراء اصلاحات جوهرية عاجلة وفق تصور جديد يناسب تطلعات المشاهدين ويلبي رغباتهم ،و بالتالي يسمح باحتضان المواهب الشابة والتعريف بالموروث الشعبي والتراث الغنائي والرياضي لكل جهة من جهات المملكة.

وفي هذا السياق ،فإن تحديات تنزيل مشروع الجهوية المتقدمة على مستوى الاعلام والتواصل تقضي بضرورة الاسراع بمنح تراخيص لإقامة تلفزات فضائية جهوية تعمل على ابراز خصوصية الجهة، وفتح نقاش جهوي حول الرهانات المستقبلية تشارك فيه فعاليات المنطقة كل حسب اختصاصه بما يساهم في تنمية الجهة على المستوى الاجتماعي ، الاقتصادي ، السياسي والثقافي ..