الرئيسية أمن و عدالة ساكنة المحمدية تتنفس الصعداء بعد تنقيل هشام العلوي المدغري وتترقب محاسبته: “ثمان سنوات من العبث والتهميش”

ساكنة المحمدية تتنفس الصعداء بعد تنقيل هشام العلوي المدغري وتترقب محاسبته: “ثمان سنوات من العبث والتهميش”

16 مايو 2025 - 17:59
مشاركة

بقلم /موسى صابر

تعيش ساكنة إقليم المحمدية لحظة استثنائية ممزوجة بالارتياح والحذر، بعد تنقيل العامل هشام العلوي المدغري إلى إقليم خريبكة ، في خطوة يعتبرها كثيرون “تحريكاً راكداً” دون أن تعني بالضرورة المحاسبة أو الإنصاف.
فالرأي العام المحلي لم يعد يطالب فقط برحيل رجل السلطة، بل بمساءلته عن مرحلة وُصفت من طرف فعاليات محلية بـ”السنوات العجاف” التي شهدها الإقليم.
تسع سنوات من التسيير المثير للجدل، يقول فاعلون مدنيون، كانت كافية لتتحوّل مدينة المحمدية إلى مجال مهمل تنموياً، مثقل بشبهات الزبونية والتفاوتات في توزيع فرص الاستفادة من البرامج الاجتماعية، ومثقل أكثر بثقافة “الصمت الوظيفي” التي خنقت المبادرات، ودفعت بكثير من الكفاءات إلى الانزواء أو المغادرة.

مواطنون كثر تحدثوا عن تذمرهم من طريقة تدبير الشأن المحلي، حيث غابت الشفافية، وسيطر جو من الغموض والارتجال على مشاريع البنيات التحتية وغياب الاصلاح والتواصل مع المجتمع المدني والنخب السياسية
أكثر من ذلك، يسجل متتبعون للشأن المحلي أن العلاقة بين الإدارة والمواطن وصلت إلى درجة من التوتر والاحتقان لم تعد خافية على أحد، مع ظهور “ملفات” ترتبط باستغلال النفوذ، منها تزوير الانتخابات سنة 2021 لعملية التصويت على المكتب الدي سيدبر شؤون الجماعة والتستر على ملفات رؤوساء جماعات وبرلمانيين فاحات رائحتهم عدم التفاعل مع تقراير لجنة مفتشية وزارة الداخلية جراء الخروقات في بعض الجماعات خاصة مخالفة قانون التعمير وكدا واتهامات ضمنية للتموقع من أجل الإثراء غير المشروع.
ويستغرب المواطنون كيف لعامل اشتغل منذ سنة 2019 على رأس مدينة المحمدية ثم نُقل إلى خريبكة أن يغادر اليوم وكأن شيئاً لم يكن، في وقت تراكمت فيه الاحتجاجات وتعددت شكاوى الساكنة من سوء تدبير ملفات ذات طابع اجتماعي واقتصادي حساس.

التحركات الأخيرة، سواء من طرف المجتمع المدني أو الصحافة المحلية، لم تأت من فراغ، بل تعكس وعياً متزايداً بضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة، ورفض تحويل الإدارات الترابية إلى جزر معزولة عن تطلعات المواطنين.
ويؤكد فاعلون أن ما حدث في المحمدية لا يجب أن يُختزل في تنقيل إداري، بل ينبغي أن يكون مناسبة لتفكيك بنية التسيير غير الشفاف، والمطالبة بفتح تحقيقات جدية بخصوص عدد من الملفات التي أثيرت في أكثر من مناسبة، داخل الإقليم وخارجه.

في المقابل، تعالت الأصوات التي تعرب عن قلقها إزاء مصير إقليم خريبكة ، الذي سيستقبل المسؤول نفسه. فهل تنتقل الأزمة من المحمدية إلى منطقة أخرى، أم أن الرسالة وصلت وأن عهد اللامساءلة انتهى؟