محمد وردي من سطات// الوطن العربي
ظلت تعيش مدينة سطات على وقع تهميش لازمها لسنوات طويلة دون أن تعرف طريقها إلى تنمية تتحقق معها آمال ساكنة تتطلع إلى ظروف عيش أفضل، و ان الوضع التنموي الحالي للمدينة و جماعات الإقليم عموما، “أصبح غير مقبول بتاتا”،حيث أنه “يكفي الزائر القيام بجولة قصيرة بالمدينة ليكتشف حجم الإهمال والمشاكل الكثيرة التي تعيشها المدينة”.
دون أن يكلف المجلس الجماعي لسطات عناء في هذا الشان. إذ لوحظ غياب رؤية استراتيجية استباقية وجراة سياسية طموحة وتدبير معقلن فعال لمكونات المجلس الجماعي الحالي ، في وضع التنمية المحلية والمجالية و تدبير الموارد البشرية واللوجستية وكذا رد الاعتبار الى ساكنة المنطقة و الانصات اليهم ولانشغالاتهم وقضاياهم وتوفير الظروف المناسبة للحوار الجاد معهم ، ضمن اولويات المجلس وفي صلب اهتماماته ، لكنه يبدو جليا انه منذ تاريخ إجراء الانتخابات لاستحقاقات 8 شتنبر 2021 ، عدة صعوبات متشابكة تحول دون تحقيق الجماعة الترابية للتنمية المجالية ، والتي شكلت موضوع تساؤلات معقولة لدى الرأي العام المحلي، مايجعل ثقة المواطنين بتراب جماعة سطات شبه منعدمة في من يمثل دوائرهم بالمجلس الجماعي نتيجة ماسبق ذكره ، وأملهم الوحيد هو تجديد النخب في الاستحقاقات القادمة و الدفع نحو التغيير المنشود ، الذي أضحى ضرورة ملحة من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
من جهته، أكد مسؤول بأحد القطاعات الوزارية على مستوى المدينة أن الوضع الحالي للتنمية بالمدينة في حاجة إلى فتح تحقيق من طرف السلطة الإقليمية ووزارة الداخلية والمجلس الأعلى للحسابات للوقوف على مكامن الخلل وإصلاح ما يمكن إصلاحه، وذلك بهدف توفير ظروف العيش الكريم للمواطنين.
وقال إن “المشاكل الكثيرة التي مست جميع القطاعات، بما فيها البيروقراطية في بعض الإدارات العمومية، غير مقبولة، ولن يقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده أن تمارس ضد شعبه الوفي”.
و قال عدد من المواطنين، في تصريحات متطابقة لجريدة الوطن العربي الإلكترونية، إنه لا يمكن الحديث نهائيا عن شيء اسمه التنمية بسطات في ظل الهشاشة التي تعرفها بنيتها التحتية، من طرق متهالكة ومسابح غير متوفرة و مناطق خضراء منعدمة وأزبال متراكمة غرب المدينة في غياب مطرح يجمعها، وانتشار الدواب والكلاب الضالة والعربات المجرورة التي تجوب وسط وجنبات الشوارع والأحياء، و التي تشهد اغلبها ضعف جودة المصابيح، حيث إن “هذه المصابيح خافتة ومهترئة، بل تضيء نفسها فقط”، ونافورات مهترئة وفارغة من المياه على مستوى مدارة الساحة وأمام الخزانة البلدية وأيضا بمدارة شارع الاميرة لالة عائشة، ناهيك عن فوضى الباعة الجائلين الذين لازالوا يزاولون خفية من السلطات المحلية، و بعضهم من يستعمل مكبر الصوت محدثا ضوضاء للساكنة في مزاولة نشاطه العشوائي ، إضافة إلى الانعدام الكلي لفرص الشغل وجميع الضروريات التي يمكن أن تضمن للمواطن المحلي حياة كريمة.
وناشد عدد من المواطنين عامل سطات السيد محمد علي حبوها أن يخص “مشاريع الاقليم” بزيارات عمل ميدانية وخرجات استطلاعية عبر لقاءات تواصلية هادفة مع المنتخبين والمسؤولين الاداريين والمتدخلين والاعيان والشركاء والمستثمرين والمقاولين والمهتمين بالشان المحلي والبيئي للوقوف عن كثب مايجري هناك ، حيث تعثر الأشغال في عدة مشاريع وأخرى موقوفة التنفيذ وهناك مشاريع لم تنجز اصلا ومسيجة لسنوات، بل تشوه بمنظر وجمالية المدينة معتبرين أن الزيارة هي الوحيدة القادرة على انتشال المنطقة من الفقر التنموي الذي تئن تحت وطأته لسنوات وعقود.
ومن أجل نيل تعليق نادية فضمي، رئيسة المجلس الجماعي لمدينة سطات، حاولت جريدة الوطن العربي الإلكترونية الاتصال بها طيلة ثلاثة أيام، لكن دون مجيب، علما أنها توصلت برسالة عبر تطبيق “واتساب” في الموضوع.
تعليقات الزوار ( 0 )