في الوقت الذي تعيش فيه عدة مدن مغربية على وقع احتجاجات متكررة للمطالبة بتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والبنيات التحتية، تشق مدينة أولاد برحيل، التابعة لإقليم تارودانت، طريقًا مختلفًا ومتفردًا، قوامه الحوار والمبادرة الميدانية، بفضل قيادة محلية اختارت التفاعل المباشر مع هموم المواطنين.
فمنذ توليه رئاسة جماعة أولاد برحيل، كان النائب البرلماني عبد العزيز البهجة حريصًا على فتح قنوات التواصل مع الساكنة، خصوصًا فئة الشباب، حيث كان من أوائل السياسيين الذين بادروا إلى عقد لقاءات مباشرة معهم للاستماع إلى مطالبهم ومقترحاتهم، وذلك حتى قبل بروز أي تحركات احتجاجية على الأرض.
وقد كان لنهج الحوار والتشاور أثرٌ واضح في نزع فتيل التوتر، حيث شهدت المدينة وقفة سلمية واحدة عبّر خلالها الشباب عن انشغالاتهم، ليتم بعد ذلك الانتقال نحو تنفيذ إصلاحات ملموسة، بدلاً من الاكتفاء بالوعود.
من بين أبرز هذه المشاريع، المستشفى المحلي الجديد، الذي يوجد حاليًا في طور الإنجاز، والذي يُنتظر أن يخفف من معاناة المواطنين مع التنقل إلى مدن أخرى من أجل العلاج. كما شملت الإصلاحات تهيئة الطرق، تحسين الإنارة العمومية، وتوسيع الفضاءات الرياضية والثقافية، بما يعزز جودة الحياة اليومية للمواطنين.
إن تجربة أولاد برحيل تُظهر أن الإنصات الفعلي والإرادة السياسية الصادقة يمكن أن يكونا بديلين فعّالين عن الاحتجاج، وأن التنمية الحقيقية تبدأ من الاقتراب من المواطن وفهم أولوياته.
اختار عبد العزيز البهجة أن يكون سياسيًا حاضرًا في الميدان، يواكب وينفذ، وليس مجرد صدى للمطالب. وهكذا، تحولت أولاد برحيل إلى نموذج محلي يحتذى به في كيفية تدبير الشأن العام، وتفعيل آليات الديمقراطية التشاركية.
رسالة هذه المدينة واضحة: عندما يكون هناك تواصل جاد، يصبح المواطن شريكًا في البناء، لا خصمًا في الشارع.
