الرئيسية سلايدر لوجيسيال مسرحية تتألق بالمركب الحسن الثاني (بنسودة) سابقا

لوجيسيال مسرحية تتألق بالمركب الحسن الثاني (بنسودة) سابقا

13 مارس 2019 - 15:25
مشاركة

إعداد حسن بوسرحان

قدمت الفرقة المسرحية التابعة لجمعية الشباب للتنمية والتعاون مسرحيتها الاولى وذلك بالمركب الثقافي الحسن التاني (بنسودة سابقا) صحت عنوان (لوجيسيال ) من إخراج رشيد رفيق وتأليف سعيد غريب ، وتعتبر من المسرح الفقير بديكور بسيط مع هيمنة الإنارة بكل تجلياتها وألوانها حيث زادت من تألق الممثلين على الخشبة .

لا أقصد بالمسرح الفقير هنا تلك المدرسة العالمية التي جاء بها الفنان البولوني كرتوفسكي في العقد الستيني من القرن الماضي ،والتي ما تزال قائمة في اغلب المسارح العالمية ،والتي تسعى الى التخلص من ضخامة الديكور وفخامة المناظر وغيرها من العناصر والمكونات للمنجز الابداعي، والاختزال الممكن للتوابع والمكونات بالاستناد الى جهد الممثل وعطائه الذي هو في حقيقته القيمة الفنية للعطاء،بل المقصود ، الفقر الذي يعني الفاقة والعوز و العجز المادي الذي يكتنف مسرح الشباب .

كما تعلمون فإن المسرح يولد من رحم المجتمع ومؤسساته وحالاته الفنية التي تنعكس على خشبة المسرح.وهو من الوسائل التثقيفية والإعلامية في المجتمع وذلك بالنظر إلى الدور الهام الذي يلعبه في إيصال الرسالة التي يحملها إلى جمهور المتلقين ، وما يطرحه من مواضيع تخص واقع المجتمع الذي نعيشه ، ش!وتعمل على تفعيل الوعي الجماهيري وتنتج كتلة متآلفة ومتجانسة من السلوك القويم الذي تمتزج فيه الأفكار مع البيئة المعاشة.

والمسرح -قبل كل شيء- فرجة ومتعة وفكرة وجمال وتعب لذيذ واجتهاد وعمل جماعي، تتكامل عناصره، عبر الشغل على الخشبة، وعبر التمارين وقراءة النص والاقتراحات الجمالية للإخراج.وهو أداة للتغيير نحو الأفضل والمسرح فكرة أو أفكار تتجسد كلمة ومعنى، جسدا وروحا، إحساسا وحركة وفنا يعشقه العاشقون. كما أنه أداة للتواصل ما بين الشباب والناس بكافة فئاتهم وأعمارهم.

اليوم هناك شباب اتخذوا من المسرح لغة لهم، ليقدموا معالجات مسرحية لهموم وقضايا مجتمعهم ويطرحوا أسئلة تؤرقهم، وهي من صميم المجتمع، وفي جوهر الإنسان. يسعون الى الرقي بالمشهد الثقافي ، غايتهم تقديم أعمال تحقق الأهداف النبيلة التي تعالج القضايا المعاصرة وتؤكد على ارتباط المسرح بقضايا وهموم الجماهير، وهناك شباب في جل دور الشباب والفضاءات التربوية في بعض الأحياء الشبه الفقيرة التي تزخر بطاقات وكفاءات متجدد تشحذ الهمة لتقديم الأفضل والاجمل وتتعهد بأن يبقى هذا المسرح قائما نابضا بالحياة.

، شباب يمتطون صهوة الصعاب يملؤهم الإصرار و التحدي ويستنفذون كل ذرة من طاقاتهم في خدمة هذا الفن الراقي لتقديم الأعمال الفنية التي تضحك وتبكي ولكن تبقى في النهاية رسالتها النبيلة هي تعرية الواقع المرير أمام أعيننا ونشر القيم الثقافية و زيادة الوعي حول التراث الثقافي الغني للبلاد و وضع نموذج مثالي للمواطن المغربي على أساس القيم والهوية الوطنية. وعلى الرغم من غياب الحضور الجماهيري ، وفراغ قاعات العروض من الحضور، وغياب الندوات المرافقة.

انه مشهد حقيقيً مؤلم ومعبر عن مصير الخشبة لدى مختلف الأجيال المشتغلة والمشغولة بالمسرح وقضاياه. هذه المهرجانات تكشف سنة بعد أخرى عن طاقات إبداعية لدى جيل من المشتغلين بالمسرح، الذين يستحقون الدعم والتشجيع، ولكن اين هي أوراش العمل لصقل مهاراتهم في الكتابة المسرحية والتمثيل والإخراج؟؟؟؟؟

إن هذا الشباب المسرحي هم المعول عليهم لإحداث التغيير والتطوير للمسرح المغربي ولديهم كغيرهم من الشباب في المجالات الأخرى هموم وتطلعات عبروا عنها عبر (المسرح)، أنهم يعيشون مرحلة الانتظار بسبب التجاهل الذي يقابلون به وعدم تعاون المؤسسات المنتخبة و الحكومية معهم حيث أن جميع الوعود والمساعدات التي نسمع عنها دوماً لا يراها أحد على ارض الواقع…..ارض الخشبة..

بعودتنا المسرحية لوجيسيال التي تألق فيها الممثلون سكينة الغازي وعادل اوهني محمد كيري رشيد ابو الهنا والمخرج الممثل رفيق رشيد ، والموسيقى التصويرية والانارة لكل من محمد بالغالي ياسين برعيش جهاد هديلي والمحافظة العامة محمد الزهراوي و تتحدث المسرحية حول شخوص تعيش هامش الواقع جعلت من إناتها ذوات للتعبير عما يخالجها من هموم وفضول .

متخذة من اللوجيسيال مسرح لطرح فلسفاتها الكونية بما تحمله من حمولات وجودية ومعرفية فمكان تعبيرها واحلامها فضاء متخيل لوجسيالي يعالج في قالب فوضوي اشكالا من عينات ارتمت في أحضان واقع مغبون هي لا تدري منتهاه.

جيئت قصرا من عالم الواقع كي تخلق لها تموقع يتيح لها لفت الانتباه من خلال اكون … اكون ذلك الانسان الجدير بي …. اكون ذلك الانسان الحالم بي … اكون ذلك الانسان الذي يريدني وكاننا امام شخوص تفرغ شحناتها الكهربائية طارحة فلسفاتها الدونكيشوتية في قالب تهكمي … واذن وازاء هذا الإكراه ستجد الشخوص في عرضها المصطنع او الذي اصطنعته تقول للمتفرج كلنا في الهم وطن .. تجمعنا لوجيسيالات هجينة لا نستطيع الإفصاح عنها … ان شخوص هذه المسرحية الرافضة للممثلة هي أمثولات لا نمودج ترقص مع حالاتها المتخيلة مستحضرة لوجيسيالها الذي تتوسم فيها كينونتها المغتالة.

و للإشارة ففضاء الشباب سباتة بكل مكوناته تدعم كل الجمعيات المنضوية تحت لوائها دعما معنويا .