بقلم عبد الحق الفكاك
بالرغم من كونه مناسبة للتقرب اكثر الى الله من خلال العبادة وصالح الأعمال ، فإن شهر رمضان يشهد إقبالا متزايدا على اقتناء المواد الاستهلاكية التي عادة ما تحتاجها موائد الإفطار والسحور على حد سواء .
غير ان اسعار هذه المواد الغذائية عادة ما تعرف زيادات خاصة بالنسبة للاسماك و الدواجن وبعض الخضروات بسبب كثرة الطلب وضعف العرض ، لكن هذه السنة ليست كسابقاتها ، فالاسعار تكاد تكون جد مرتفعة الى درجة جعلتها تحد من القدرة الشرائية لغالبية المواطنين.
قد تكون تكلفة الإنتاج سببا في هذا الارتفاع نتيجة التغيرات المناخية ، الا ان الامر يوجب تدخل الحكومة سواء في مراقبة الجودة والاسعار ، او في ضرورة البحث عن بدائل تنعش السوق و تمنح خيارات للمواطنين .
لاشك ان قيام الجهات المختصة بالمراقبة الصارمة والزيارات التفقدية للاسواق من شأنه ضبط الاسعار ومحاربة الزيادات المزاجية ، كما ان تدخل جمعيات حماية المستهلك ومساعدتها للمختصين في المجال سيساهم في إعادة الامور الى طبيعتها.
وللادكير فإن رمضان هو شهر ليس السباع شهوة البطن بقدر ما هو فرصة تجمع العبد بربه على الطاعة والعبادة ، كما ان هذا الشهر الفضيل ليس مناسبة لجمع الارباح الطائلة على حساب المواطن البسيط بل على العكس من ذلك ، فهو فرصة مواتية يغتنمها التاجر المؤمن للبيع والشراء مع الله عن طريق الإحسان إلى البسطاء ولو بعدم الزيادات العشوائية في البضائع الاساسية .
وان الله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه .. وكل رمضان واسواقنا بألف ألف خير .
