الرئيسية اقلام حرة اول الغيث .. مليون مستفيد بادن الله تعالى

اول الغيث .. مليون مستفيد بادن الله تعالى

26 ديسمبر 2023 - 0:51
مشاركة

بقلم عبد الحق الفكاك

ولأنه حصل الاستغناء التام عن خدمات جمعيات المجتمع المدني والمنظمات والهيئات السياسية و النقابية، والتي كان يفترض ان يُستعان بتجاربهم وخبراتهم بحكم قربهم من السكان على الاقل في الاستشارة وجمع المعطيات خلال انطلاق عملية التسجيل في هذا الورش الاصلاحي الهام : ” ورش الحمايه الاجتماعيه “.

وعلى الرغم من انه كان يفترض ان تفتح اوراش إصلاحية اخرى بالغة الأهمية ، بتزامن مع الورش الاصلاح المفتوح ورش الحمايه الاجتماعيه بحيث كان ينبغي على الاقل ان تنكب الجهود ايضا على الاصلاح الضريبي والذي له علاقه كبيرة بكل ما هو اجتماعي بحيث من خلاله يمكن تحقيق عداله جبائية منصفة للجميع تنتهي بتوزيع عادل للتروة و تضمن استدامة مالية لتقديم هذا الدعم المباشر .

كما انه كان ينبغي الاسراع بتنزيل كل المراسيم والقوانين التنظيمية المتعلقه بالجهوية المتقدمة، لما لهذا الورش الاصلاحي من اهمية كبيرة في تحقيق العدالة المجالية بين كل جهات المملكة المغربية الشريفة .

ورغم كل ذلك لا يسعنا الا ان نصفق بحرارة لكل من اشتغل ليل نهار من اجل احراز هذا التقدم الملموس والوصول لهذه النتائج المرضية بحيث لا تفصلنا سوى اقل من تلاتة أيام كي يتوصل حوالى مليون مستفيد من الدفعة الأولى من الدعم المباشر الذي لن يقل عن 500 درهم لكل أسرة كيف ما كانت تركيبتها .

وهذا أول الغيث ، بحيت ستكون هناك دفعة ثانيه خلال شهر يناير ليتوصل اصحابها بحوالتين: واحدة عن شهر دجنبر والاخرى لشهر يناير ، وطبيعي ان يتضاعف عدد المستفيدين طالما استجابت ملفاتهم للشروط الموجبة للاستفاده

وقد يكون اكبر هم يؤرق بال العديد من المواطنين هو مسالة المؤشر او ما يسمى العتبة، فالناس وبسبب غياب تواصل وكثرة القيل والقال اختلط لديهم الحابل بالنابل حتى اعتقد بعضهم ان من يتوفر على البوطاگاز او الانترنت ربما لن يتوصل بهذا الدعم المباشر المنتظر..

وسوف يعاني كثيرا رجال السلطة المحلية ومعهم طبعا موظفي واعوان الوكالة الوطنية المعنية بهذه العملية بسبب هذه الشائعات وبعض التسريبات التي يدعي اصحابها بانها كلام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،وربما وقفت الطوابير تنتظر اجابات لاسئلة اقل ما فيها : لماذا تم اقصاء فلان او فلانه؟؟

وهنا لابد من الاستعانه بمكونات المجتمع المدني من جمعيات اهلية نشيطة وهيئات منتخبة، وذلك للعمل بدون خلفيات سياسيه ولا مصالح او حسابات ضيقه،يكون الهم الاكبر والشاغل الاول هو تنوير المواطنين.

على الاقل ،كي يفهم الجميع بان هذا الورش الاصلاح الكبير هو ورش ملكي يتوخى وضع اللبنات الاساسية لبناء الدولة الاجتماعية التي ستحد من الفوارق الاجتماعيه بين الناس وسوف تعطي لكل ذي حق حقه، ان عاجلا او اجلا ، بالرغم من الجفاف و اندلاع الحروب هنا وهناك، بالإضافة إلى انخراط بلادنا في اوراش كبرى استعدادا للمونديال 2030.

وفي انتظار تحقيق كل الأهداف المسطرة ضمن ورش الحماية الاجتماعية ،،لابد من إتاحة الفرصة للحوار والنقاش الهادئ بين كافة المتدخلين  .. فكل بداية تكون صعبة ، لكن بقليل من الصبر يمكن تجاوز كل المشاكل  .. ولا ننسى بأننا قلنا أن هذه مجرد البداية .. أي هي اول الغيث .. والقادم أفضل بإدن الله تعالى.